“المونيتور” يحذف تقريراً يتهم إدلب بالاتجار بالبشر والدعارة ويستبدله برسالة اعتذار

عائشة صبري6 سبتمبر 2023Last Update :
درب مركز اتحاد نسائم سوريا 200 امرأة من أرامل الشهداء وغيرهن في كل من ريفي إدلب وحلب – عدسة: علاء الدين فطراوي – حرية برس©

عائشة صبري – حرية برس:

حذف موقع المونيتور الأمريكي تقريراً نشره مؤخراً تحت عنوان “النساء تروي تجارب مروعة في شبكات الاتجار بالبشر في سوريا” يزعم حدوث عمليات اتجار بالبشر ضحيتها فتيات في محافظة إدلب عبر رجال خليجيين.

واستبدل الموقع الأمريكي نص التقرير برسالة اعتذار جاء فيها أنه سحب وأزال تقرير للكاتب المصري “عصام صبري حافظ” الذي نُشر في 27 آب الماضي، من جميع قواعد البيانات ومنصات التواصل الاجتماعي، معرباً عن أسفه عن أي لبس سبّبه نشر التقرير، بعد أن عجز الموقع بعجزه عن تأكيد ما ورد من ادعاءات في التقرير.

وجاء حذف التقرير بعد تفنيد الادعاءات التي وردت فيه، بعد التواصل مع مصادر التقرير الرئيسية وهي “المرصد السوري لضحايا الاتجار بالبشر”، والمحامي بسام العيسمي، إضافة إلى تحقيق للصحفية عائشة صبري نشره موقع أورينت دحض فيه روايات القصص الواردة عبر عدد من المعنيين، كما نفت “حكومة الإنقاذ” ما ورد في التقرير واستنكرت في بيان ما جاء فيه جملةً وتفصيلاً.

ونفى “المرصد السوري لضحايا الاتجار بالبشر” في بيان على صفحته الرسمية في فيسبوك، أن يكون له أية صلة بالأسماء التي زعم مُعدّ التقرير أنهم مسؤولون بالمرصد، متوعداً بملاحقة كل شخص انتحل صفة أحد موظفيه أو نسب إليه معلومات مضللة هدفها تشويه سمعته وسمعة الشعب السوري.

وذكر المرصد أن شخصية (أسماء خليل/مصرية الجنسية) التي ورد اسمها في التقرير بوصفها مديرة المرصد السوري لضحايا الاتجار بالبشر، والتي تحدثت عن (عمليات بيع النساء في إدلب)، والتي وصفتها بأنها “كثيرة ولكن لا يتم إحصاؤها خوفاً من العار والفضيحة”، هي شخصية كاذبة أو تنتحل صفة وأنه لا يوجد أي موظف لدى المرصد يحمل هذا الاسم.

كذلك، المحامي بسام العيسمي الذي استند التقرير على تصريحه متهماً نساء إدلب بالعمل الجنسي نفى الإدلاء بهكذا تصريح، وطالب المحامي الموقع بحذفه، وفقاً للصحفي حسن برهان.

وقال “العيسمي”: “معاذ الله أن أصف شريحة مجتمعية كاملة بهذا الصفات، لكن بأي مجتمع توجد هذه الضوار ويكثر انتشارها في البيئات الفقيرة والمجتمعات غير المستقرة وهي ظاهرة عالمية، وقلتُ إذا كان شيئاً منها تقع المسؤولية الأولى والأخيرة على نظام طغمة الأسد رحيلها فيه حل لمشاكل السورين ومعاناتهم”. مؤكداً أنَّ الصحفي المصري عصام صبري “قد حرّف تصريحه”.

وكان تقرير المونيتور، قد استعرض قصصاً غير منطقية، أبرزها الادعاء بأن رجلاً ستينياً كويتياً يُدعى “أبو عبد الله” اشترى فتاة إدلبية تُدعى “وفاء” عبر رجل دِين يُدعى “أبو حمزة” بمبلغ 5000 دولار، واستغلّها في الاغتصاب الجماعي وعمل الدعارة ونقلها للعمل في تركيا في حافلة تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” بمساعدة من “الحزب الإسلامي التركستاني” في اللاذقية، وأنهى الكاتب قصته بأن عنصراً من تنظيم داعش تزوّجها وأعادها إلى إدلب.

كذلك في القصة الثانية زعم أن رجلاً ثلاثينياً سعودياً يدعى “فهد” اشترى فتاة إدلبية مقابل 3000 دولار كجزء من “زواج المتعة”، عبر “داعية إسلامية” في بلدة دير حسان تُدعى “أم زياد”، ثم أخذها لتعيش في شقته بدمشق مع رجال سعوديين آخرين، حيث تناوبوا على النوم معها، ولم يتوقف معد التقرير عند ذلك الافتراء، بل زعم أنَّ ذلك الرجل باع كليتي الفتاة دون علمها قبل أن يعيدها إلى إدلب حيّة، واستدرك الموقع هذا الخطأ الفادح بتعديل الكليتين إلى كلية واحدة.

ويعدّ التقرير المزعوم قد حقّق هدفه بتشويه صورة إدلب والسعوديين والكويتيين، كون الكثير من المواقع العربية والتابعة لميليشيا الأسد أعادت نشره ومنها قناة الميادين، والقرّاء معظمهم لن يعلموا بحذف التقرير الأساسي.

وليست المرة الأولى التي يتم فيها محاولة وصم الشمال السوري بما يسمى “الاستعباد الجنسي”، حيث تتكرّر التقارير الصحفية الهادفة إلى تشويه مجتمع مناطق الشمال السوري، والذين غالبيتهم مهجّرون ونازحون هرباً من ميليشيا الأسد، كان آخرها تقريراً لقناة العربية يتحدث عن سوق للسبايا في إدلب والذي حذفته من معرفاتها بعد تعريته من قبل السوريين.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل