السودان: معارك محتدمة في الخرطوم والطرفان يعلنان هدنة في عيد الأضحى

فريق التحرير28 يونيو 2023آخر تحديث :
تصاعد الدخان جراء اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش في الخرطوم، السودان © أ ف ب

احتدمت المعارك في الخرطوم، يوم الثلاثاء، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مقرّ رئيسي للشرطة في العاصمة السودانية، في حين أعلن طرفا الصراع عن وقف لإطلاق النار أول أيام عيد الأضحى.

ويتركز القتال الدائر في المدينة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد

وأعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى، وكان قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو أعلن يوم الإثنين عن هدنة من طرف واحد في البلاد، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

والثلاثاء، هاجمت قوات الدعم السريع قواعد للجيش في وسط العاصمة وشمالها وجنوبها، بحسب شهود عيان. وقالت لوكالة فرانس برس مواهب عمر العالقة في منزلها مع أطفالها الأربعة، إنّها تتوقع أن تكون الاحتفالات بالعيد في السودان “تعيسة وبلا طعم لأنّنا لا نستطيع شراء لحم الخروف”.

ودعت الأمم المتّحدة السبت لاتّخاذ “إجراءات فورية” لوقف قتل الأشخاص الهاربين من الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي ميليشيات عربية تساعدها عناصر مسلّحة.

ووجّهت واشنطن أصابع الاتّهام في “الفظائع” التي ترتكب في دارفور بشكل رئيسي إلى “قوات الدعم السريع وميليشيا مرتبطة بها”. وانبثقت قوات الدعم السريع من رحم ميليشيات الجنجويد التي أطلقتها الخرطوم في مواجهة أقليات عرقية في 2003. ووجّهت إلى تلك الميليشيات اتّهامات بارتكاب جرائم حرب.

وفي القتال الدائر حالياً، تُتّهم قوات الدعم السريع بنهب مواد إغاثية ومصانع وبيوت ومتاجر هجرها أصحابها هرباً من القتال أو أُخذت بالقوة. وردّ دقلو على تلك الاتهامات الثلاثاء في تسجيل صوتي نشر على الانترنت. وأكّد دقلو “متابعة كلّ الانتهاكات التي تمارس ضدّ المدنيين من كلّ الأطراف وخاصة من قبل قوات الدعم السريع”، مشدّداً على أنّ تلك الانتهاكات “تخالف قانون الدعم السريع وتوجيهات قيادته العليا وسنتصدى لها بحزم وجدّية”. وأعلنت قوات الدعم مساء الإثنين أنّها بصدد محاكمة عدد من أفرادها “الذين ارتكبوا انتهاكات” وعن إطلاق سراح “100 من أسرى الحرب” من الجيش.

ومنذ تفجّر النزاع يعلن الجانبان بانتظام عن عمليات تبادل أسرى من خلال الصليب الأحمر، دون إعطاء العدد المحدد للأسرى.

وفي تسجيله الصوتي تحدث دقلو، المنحدر من دارفور، عن مصير هذه المنطقة الغنية بالذهب. وقال “علينا تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية”. وحذّرت الامم المتحدة والاتحاد الإفريقي من اتخاذ النزاع “بُعداً اثنيا” في دارفور. وقال رؤوف مازو مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات للصحافيين في جنيف، إنّ “الوضع يتفاقم” في ولاية غرب دارفور. وأضاف “وفقاً للتقارير الواردة من زملائنا على الأرض، فقد بلغ النزاع مستويات مقلقة ما يجعل من المستحيل فعلياً إيصال مساعدات منقذة للأرواح إلى الأهالي المتضررين”.

ولا يواجه الجيش صعوبات في الخرطوم فقط، إذ إنّ مجموعة متمردة في ولاية كردفان الواقعة جنوبي العاصمة وكذلك في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع إثيوبيا، فتحت جبهات جديدة ضدّه.

وفي ولاية جنوب كردفان أصدرت السلطات قراراً بحظر التجوّل ليلاً للحدّ من أعمال العنف.

وعبّرت بعثة الأمم المتحدة في السودان، التي سحبت جميع موظفيها تقريباً من البلاد في بداية الحرب، عن “قلقها البالغ” بشأن العنف في الكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية. وتسبّب القتال هناك في فرار مئات المدنيين إلى إثيوبيا، بحسب البعثة الأممية.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل