منفذ هجوم طعن الأطفال في فرنسا لاجئ سوري “هتف باسم المسيح”

المهاجم طعن أربعة أطفال وشخصين بالغين في منتزه بمدينة أنسي

فريق التحرير8 يونيو 2023آخر تحديث :
الهجوم حدث في منتزه قرب بحيرة في مدينة أنسي

نفذ لاجئ سوري هجوما بطعن أربعة أطفال يبلغ أكبرهم ثلاث سنوات وبالغَين اثنين قرب بحيرة في منطقة الألب الفرنسية الخميس، في اعتداء أثار صدمة في أنحاء البلاد.

وأفاد مصدر في الشرطة وكالة الأنباء الفرنسية أن المشتبه به في مطلع الثلاثينيات من عمره وحاصل على حق اللجوء في السويد منذ نيسان/أبريل. وتم توقيفه في المكان.

بدورها، ذكرت قناة “بي إف إم” التلفزيونية الفرنسية أن المشتبه به عرف عن نفسه على أنه مسيحي من سوريا.

وأظهره تسجيل مصور التقطه أحد المارة في بلدة أنيسي الواقعة على بعد 30 كلم جنوب جنيف مرتديا قميصا أسود اللون وسروالا قصيرا بينما كان يحمل سكينا.

وأكد شهود أن المهاجم بدا بحالة هستيرية وهاجم الناس بشكل عشوائي على ما يبدو قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وهو يجري في حديقة عامة على ضفاف بحيرة أنسي.

وقال لاعب كرة القدم السابق أنتوني لوتاليك الذي كان يركض في الحديقة لصحيفة “دوفين ليبر” المحلية “بدا أنه يريد مهاجمة الجميع. ابتعدتُ وانقض هو على رجل مسن وامرأة وطعن الرجل المسن”.

وذكر شاهد آخر يدعى مالو في تصريحات لقناة “بي إف إم” التلفزيونية أن منفذ الاعتداء هاجم الأطفال قبل الرجل المسن وكان “يصرخ، لكن لم يكن من الممكن فهم ما يقوله”.

وأفاد مصدر أمني وكالة الأنباء الفرنسية أن اثنين من الأطفال وأحد البالغَين حالاتهم حرجة ويتلقون العلاج في المستشفى.

وقالت سلطات إقليم سافوا العليا إن الاعتداء أسفر عن “ست ضحايا، بينهم أربعة أطفال”، وفق بيان على تويتر.

وذكر مصدر مطلع أن بين الأطفال الأربعة بريطاني وألماني، مضيفا أن أصغرهم يبلغ من العمر 22 شهرا وأكبرهم ثلاث سنوات.

المهاجم لم يتحرك “بدافع إرهابي”

وكشف تسجيل مصور أن المهاجم هتف “باسم المسيح” مرتين باللغة الإنكليزية أثناء تنفيذه الاعتداء، وهو ما أكده مصدر مطلع. والمهاجم الذي كان يضع صليبا لدى توقيفه عرف عن نفسه بأنه “مسيحي من سوريا” لدى تقدمه بطلب للحصول على حق اللجوء في فرنسا بتاريخ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

ويبدو أن اللاجئ السوري لم يتحرك “بدافع إرهابي”، وفق ما أفادت النائبة العامة الصحافيين. وقالت لين بونيه-ماتيس إن أحد الأطفال الأربعة الذين جرحوا خلال الاعتداء يبلغ من العمر 22 شهرا ويبلغ اثنان عامين وأكبرهم ثلاث سنوات.

“اعتداء جبان تماما”
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم بأنه “اعتداء جبان تماما”. وكتب على تويتر “الأمة في حالة صدمة. نتضامن مع (الضحايا) وأفراد عائلاتهم وأجهزة الطوارئ”.

وأعلن مكتب رئيسة الوزراء إليزابيث بورن أنها ستتوجه إلى الموقع بينما وقف نواب البرلمان الفرنسي دقيقة صمت.

وقاطعت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يائيل برون بيفيه جلسة صاخبة لمناقشة إصلاح نظام التقاعد قائلة: “نأمل بأن لا تؤدي تداعيات هذا الاعتداء الخطير للغاية.. إلى حالة حداد في البلاد”.

وما تزال التحقيقات جارية للكشف عن هوية ودوافع المهاجم ويتوقع بأن يكشف النائب العام المحلي عن تفاصيل إضافية خلال مؤتمر صحافي.

اعتداء سيزيد من الجدل حول الهجرة
شهدت فرنسا سلسلة اعتداءات صادمة في السنوات الأخيرة. ففي عام 2012، قتل متطرف فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح سبعة أشخاص في عمليات إطلاق نار في مدينة تولوز (جنوب) بينهم ثلاثة أطفال وحاخام في مدرسة يهودية.

وفي 2020، أثار قطع لاجئ شيشاني متطرف رأس مدرس في وضح النهار قرب مدرسته في إحدى ضواحي باريس الصدمة وأطلق نقاشا وطنيا بشأن التطرف في أوساط سكان المناطق الفقيرة في البلاد.

ويرجح بأن يؤدي اعتداء الخميس إلى مزيد من الجدل المرتبط بالهجرة وسياسة اللجوء، إذ سارع سياسيون يمينيون للتركيز على أن المهاجم لاجئ.

وقال زعيم حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي للصحافيين في البرلمان إن “التحقيق سيحدد ما حدث، لكن يبدو أن المنفذ لديه ذات الأوصاف التي ترونها عادة في هذا النوع من الهجمات”.

وتابع “علينا التوصل إلى استنتاجات من دون أن نتسم بالسذاجة، بقوة وتفكير واضح”.

بدورها، قالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إنها علمت بالاعتداء وسط حالة من “الفزع والذعر”.

وفي ظل سلسلة اعتداءات وتفاقم المخاوف حيال الجريمة، أشار ماكرون مؤخرا إلى أن فرنسا تشهد عملية “نزع للحضارة”، وهو عنوان لكتاب للمفكر اليميني المتطرف المعروف رينو كامو.

وتعد التصريحات تكرارا لتلك الصادرة عن وزير الداخلية جيرالد دارمانان عام 2020 الذي قال إن فرنسا “تتحول إلى الوحشية”.

المصدر فرانس برس
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل