سارعت كييف وموسكو إلى تبادل الاتهامات بالتسبب بانهيار سد نوفا كاخوفكا الواقع في مناطق بجنوب أوكرانيا تسيطر عليها موسكو، الثلاثاء، ما تسبب في حدوث فيضانات، وعرض أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا للخطر، وهدد إمدادات مياه الشرب.
وفي ردود الأفعال، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الثلاثاء، إن الضرر الذي سيحدثه تفجير سد كاخوفكا من المرجح أن يطال أمن الطاقة في أوكرانيا، فيما لم يقدم معلومات عن تأثير التفجير على العمليات العسكرية الجارية والمتوقعة في المنطقة.
وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة “لا تعلم بشكل حاسم من المسؤول عن تفجير السد لكن المعلوم أن الحادث ستكون له أضرار كبيرة على المنطقة والشعب الأوكراني”.
,قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، إن تدمير السد يظهر “وحشية الحرب الروسية في البلاد، ويعرض آلاف المدنيين للخطر ويسبب أضرارا بيئية جسيمة”.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إنه من السابق لأوانه تقديم تقييم “مجد لتفاصيل” ما حدث، ولكن السبب وراء وقوع ذلك هو الغزو الروسي فحسب.
وأضاف كليفرلي لرويترز أثناء زيارته هريبيلكي خارج كييف، بعد عقد محادثات مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، في العاصمة: “سنواصل تقييم تطورات الوضع، ولكن أفضل ما يمكن أن تفعله روسيا في الوقت الراهن أن تسحب قواتها فورا”.
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن ألمانيا تراقب بقلق الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا، لاسيما بعد انهيار السد الذي يمد المحطة بالمياه.
وأضاف شولتس في مقابلة مع محطة إذاعية ألمانية: “كل ما نستطيع قوله فيما يخص محطة زابوريجيا أننا نراقب الوضع فيها على مدار الساعة”.
وتصدع سد كاخوفكا بعد تفجير قالت عنه كل من أوكرانيا وروسيا إنه هجوم متعمد من جانب قوات الجانب المقابل.
وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء، الثلاثاء، نقلا عن مصدر مطلع لم تذكر هويته إن السد الضخم، الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون، تدمر وإن المياه غمرت المنطقة المحيطة به.
ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، ما حدث بأنه “عمل تخريبي متعمد من قبل الجانب الأوكراني.. يهدف إلى قطع إمدادات المياه عن شبه جزيرة القرم”.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما سمته “هجوما إرهابيا روسيا” على سد نوفا كاخوفكا.
ودعت الوزارة في بيان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، إلى مناقشة الحادث وطالبت بفرض عقوبات دولية جديدة على روسيا، خاصة فيما يتعلق بمجال صناعة الصواريخ والقطاع النووي الروسي.
في المقابل، أعلنت لجنة التحقيق الروسية، التي تحقق في الجرائم الخطيرة، الثلاثاء، أنها فتحت تحقيقا جنائيا في الواقعة، وفق رويترز.
وقال أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، على تويتر، إن الرئيس الأوكراني سيعقد اجتماعا طارئا لمناقشة ما حدث.
واعتبر دانيلوف في تغريدة ما حدث “مرحلة جديدة من العدوان الروسي.. أظهرت روسيا هدفها الحقيقي (وهو) تدمير أوكرانيا وقتل الأوكرانيين وتدمير الاقتصاد”.
وأعلن حاكم منطقة خيرسون، الثلاثاء، بدء عمليات إخلاء المناطق القريبة من المنطقة في جنوب البلاد.
ونقلت تاس عن مسؤول مدعوم من موسكو بمنطقة زابوريجيا قوله، الثلاثاء، إنه لا يوجد “خطر كبير” حتى الآن على المحطة النووية من جراء انهيار السد.
ونقلت “تاس” تصريحات لدميتري بيسكوف قال فيها: “هذا عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني جرى التخطيط له وتنفيذه بأمر من كييف” مضيفا أنه يرفض “بشدة” اتهامات السلطات الأوكرانية التي تنسب المسؤولية إلى موسكو.
وبحسب بيسكوف، “يمكن لهذا التخريب أن يتسبب في عواقب وخيمة للغاية لعشرات الآلاف من سكان المنطقة، وعواقب بيئية وعواقب ذات طبيعة أخرى لم يتم تحديدها بعد”.
وشدد على أن “كل المسؤولية تقع على نظام كييف”، مؤكدا أن أحد أهداف هذا العمل كان “حرمان القرم من المياه”، وهي شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو في العام 2014.
وقالت فرانس برس نقلا عن مسؤولين أوكرانيين إن “150 طنا من زيت المحركات” تسربت إلى نهر دنيبرو، الثلاثاء، بعد انفجار السد.
وكتبت داريا زاريفنا، المستشارة الصحفية لرئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندريه يرماك، على تلغرام: “هناك أيضا خطر حدوث تسربات زيت جديدة، مما يؤثر سلبا على البيئة”.
وكانت الرئاسة الأوكرانية أشارت في وقت سابق الثلاثاء إلى أن هذا “التسرب الإضافي” قد يصل إلى “أكثر من 300 طن”.
بدوره، قال أندريه يرماك رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، على تلغرام إنها “إبادة بيئية… جريمة ضد البيئة … ارتكبتها روسيا”.
Sorry Comments are closed