سيتواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، غدا الأحد 28 أيار/مايو، في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، ويبدو أن المرشحين “يريدان الوصول إلى النقطة نفسها”، فيما يتعلق بترحيل نحو 4 ملايين سوري يعيشون حاليا في تركيا، وفقا للمحلل السياسي عمر كادكوي، العامل لدى مركز أبحاث “تيباف”، في أنقرة.
وقال كادكوي، خلال مقابلة مع وكالة “أنسا”، “يريد الاثنان إعادة السوريين إلى وطنهم، وحتى الآن اتبعا مسارات مختلفة، لكن في هذه المرحلة يبدو أن لديهما خططا مختلفة بشأن هذه القضية، قد يكون لدى كليجدار أوغلو خطاب أكثر شعبوية، لكنه يحمل جوهر الرسالة نفسها”.
تغيير في سياسة أردوغان بشأن اللاجئين السوريين
وخلال الحملة الانتخابية، تعهد مرشح أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو بأنه في حال انتخابه “سيقوم بترحيل جميع المهاجرين”، فيما أشار الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان إلى ضرورة “تشجيع” مليون سوري على العودة إلى بلادهم. ولم يفاجئ خطاب كمال كليجدار أوغلو أحداً، إذ أنه ينحدر من وسط سياسي قومي للغاية لم ينظر أبدا إلى المهاجرين بشكل إيجابي.
بينما تكشف تصريحات أردوغان الأخيرة عن تغيير في سياسته مقارنة بالماضي. وفق كادكوي الذي أضاف أنه “في عام 2011، ظهر (أردوغان) كمدافع عن هؤلاء الذين يهربون من وحشية رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكان في نظر ملايين السوريين الملاك الحارس الذي استقبلهم”.
وأوضح المحلل السياسي عمر كادكوي، أن توجهات الرئيس التركي تغيرت، عندما أدرك أنه لا يحظى بدعم روسيا للعملية العسكرية الجديدة، ضد المليشيات الكردية في شمال سوريا. وأردف “لقد أدرك أنه يجب عليه في نهاية المطاف إعادة ترتيب موقفه، كملاك حارس للسوريين”، موضحا كيف أطلق أردوغان آنذاك “هذه الخطة الكبيرة لإعادة مليون شخص إلى شمال سوريا، بالتعاون مع حكومة دمشق”.
المصالحة بين أردوغان والنظام السوري
وتابع كادكوي، “سيواجه كل من أردوغان وكليجدار أوغلو، في حالة فوز أي منهما، نظيرا عنيدا للغاية في دمشق ذي موقف متشدد”، ونوه بأن الشرط الذي يسبق المصالحة مع أنقرة هو انسحاب القوات التركية من شمال سوريا.
واستطرد المحلل السياسي، أنه “قبل أن تتمكن تركيا من التوصل إلى اتفاق مع دمشق بشأن مستقبل شمال شرق سوريا، لا أعتقد أن أنقرة ستكون قادرة على الاستجابة لطلب الأسد، وإذا حدث ذلك، فسيكون هناك مأزق”. وواصل بأن النظام السوري غير قادر على استعادة مليون شخص، سواء من الناحية الأمنية أم الاقتصادية على حد سواء.
وختم “إذا كان هناك انسحاب من جانب أنقرة، فسيكون على أي حال من الأحوال انسحابا تدريجيا، وقد تطرح موسكو، وربما طهران، ضمانات بشأن أمن الحدود، حيث توجد الميليشيات الكردية، التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية”.
سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين
وكانت أكدت جمعيات ومنظمات دولية أن سوريا ليست بلدا آمنا لعودة المهاجرين واللاجئين، ونشرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان ”أنت ذاهب إلى موتك“ يوثق انتهاكات جسيمة مارسها رجال أمن النظام السوري بحق لاجئين (رجال ونساء وأطفال)، حاولوا العودة إلى مناطق مختلفة في سوريا.
ونوهت جهات أخرى إلى وجود آلاف المفقودين ومعتقلي الرأي في سجون النظام السوري، وكانت قدّرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن نحو 111 ألف شخص ما زالوا في عداد المفقودين، ويعُتقد أن معظمهم في قبضة حكومة النظام السوري. ولا يمكن تحديد العدد الدقيق للمفقودين لأن الغالبية العظمى من مرافق الاحتجاز، خصوصا تلك التي تديرها عناصر المخابرات، محظورة على المراقبين. وبحسب “هيومن رايتس ووتش”، يتعرض المعتقلون من قبل أجهزة أمن الدولة أو العديد من الجماعات المسلحة بشكل روتيني للاختفاء القسري أو الحبس بمعزل عن العالم الخارجي، مع عدم قدرة العائلات على معرفة مصير أقاربها.
Sorry Comments are closed