قررت السعودية الثلاثاء استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا بعد أكثر من عقد من إغلاق سفارتها في دمشق إثر اندلاع النزاع الدامي في هذا البلد، حسبما أفادت وزارة الخارجية.
أعلنت السعودية الثلاثاء استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا بعد أكثر من عقد من إغلاق سفارتها في دمشق إثر اندلاع الصراع في سوريا بعد انطلاق الثورة ضد نظام الأسد في العام 2011، حسبما أفادت وزارة الخارجية.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية “واس” إنّ الخطوة هذه أخذت “في الاعتبار” قرار مجلس وزراء خارجية الدول العربية الاسبوع الماضي والقاضي باستئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية.
وأوضحت “انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبي المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة (…) فقد قررت المملكة العربية السعودية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في الجمهورية العربية السورية”.
والأحد، قرّرت جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود النظام السوري في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عاماً على تعليق أنشطة دمشق إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام قسّم سوريا وأتى على اقتصادها وبنيتها التحتية.
وانتهت بذلك عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية النزاع في 2011 على بشار الأسد، الذي يتطلع نظامه اليوم إلى أموال إعادة الإعمار، رغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه.
أودى النزاع المستمر بأكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحولت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية.
وسرّع الزلزال المدمّر في سوريا وتركيا في شباط/فبراير عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها مع تلقي الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة.
“مزيد من الوحشية”
في 18 نيسان/أبريل، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الأسد خلال أول زيارة رسمية سعودية إلى دمشق منذ القطيعة. والشهر الماضي، أجرى وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد جولة على دول عربية بينها مصر وتونس والأردن والجزائر والسعودية.
وكانت السعودية أعلنت في آذار/مارس انها تجري مع سوريا مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد القطيعة التي بدأت بإغلاق السفارة في 2012.
وجاءت المباحثات في أعقاب اتفاق بين الرياض وطهران التي تدعم النظام السوري عسكريا وسياسيا منذ بداية النزاع، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات بين القوتين الاقليميتين.
وزار الأسد مؤخرا الإمارات وسلطنة عمان، علما أنّه لم يزر أي دولة عربية أخرى منذ بداية النزاع في سوريا.
وصدر قرار إعادة دمشق لجامعة الدول العربية والذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 أيار/مايو.
ولم تعلن دمشق ما اذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض. وكانت قمة سرت في ليبيا في 2010 آخر قمة حضرها.
وقررت جامعة الدول العربية، وفق بيانها، تشكيل لجنة وزارية لمواصلة “الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية” وانعكاساتها، وضمنها أزمات اللجوء و”الارهاب” وتهريب المخدرات الذي يُعد أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة الى دول خليجية باتت سوقاً رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.
في المقابل، اعتبر ممثلو ائتلاف المعارضة السورية المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد أنّ قرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها “ضوء أخضر لمزيد من الوحشية”.
ويذكر أنّ قطر الداعمة للمعارضة السورية، أعلنت أنها لن تطبّع العلاقات مع دمشق.
عذراً التعليقات مغلقة