يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو لإجراء محادثات في الكرملين، في خضم تحوّل في العلاقات بين سوريا ودول شرق أوسطية.
وأشار الكرملين إلى أنه “ستتم مناقشة قضايا الساعة المتعلقة بتطوير التعاون الروسي السوري في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية، بالإضافة إلى آفاق تسوية منسقة للوضع في سوريا وحول البلاد”.
وذكرت الرئاسة السورية، من جانبها، أن الأسد وصل الثلاثاء إلى موسكو في زيارة رسمية سيلتقي خلالها بوتين.
وأشار بيان الرئاسة السورية إلى أنه كان في استقبال الأسد “ميخائيل بوغدانوف ممثلاً خاصاً للرئيس بوتين نائب وزير الخارجية وألكسندر يفيموف سفير روسيا في دمشق والدكتور بشار الجعفري سفير النظام السوري في موسكو”.
وأوضح البيان أن الأسد يرافقه “وفد وزاري كبير”.
تعد روسيا أحد أبرز حلفاء نظام الأسد إلى جانب ايران، وقدمت له منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنه في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري.
وساهم التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح جيش النظام السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء.
وينتشر في جميع أنحاء سوريا الآلاف من الجنود الروس دعماً لجيش النظام السوري. كما تعمل مجموعة من أفراد الأمن الخاص الروسي في الميدان.
تشهد سوريا نزاعا داميا منذ 2011 تسبّب بمقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتيّة وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها، نتيجة استخدام نظام الأسد العنف ضد المحتجين في الثورة التي انطلقت ضده في العام 2011.
تعزيز الدعم الإقليمي
منذ بدء النزاع كان نظام الأسد يرزح تحت وطأة عزلة سياسية إقليمية، لكن منذ الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط/فبراير وأوقع عشرات آلاف القتلى في البلدين بدأ بشار الأسد يتلقى اتّصالات من مسؤولين عرب ومساعدات.
ويقول محلّلون إن الأسد قد يستغل هذا الزخم لتعزيز الدعم الإقليمي له.
بعد الزلزال قدّم بوتين مساعدات روسية لكل من تركيا وسوريا.
وأدّت الحرب في سوريا إلى توتير العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت طويلا فصائل معارضة للأسد.
لكن محلّلين يشيرون إلى أن موسكو تحاول ردم الهوة بين حليفتيها اللتين تجمعهما “العداوة” لفصائل مسلّحة كردية تتمركز في شمال سوريا تدعمها واشنطن وتصنّفها أنقرة منظّمات “إرهابية”.
في كانون الأول/ديسمبر التقى وزيرا دفاع النظام السوري والتركي في موسكو في لقاء هو الأول مند بدء الحرب على الأراضي السورية.
وكان الأسد قد أشار في كانون الثاني/يناير إلى أن اللقاءات السورية-التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على انهاء “الاحتلال”، أي الانتشار العسكري التركي في سوريا.
وأفادت تقرير إعلامية الثلاثاء بأن العلاقات بين دمشق وأنقرة قد تكون من ضمن الملفات التي ستطرح خلال اللقاء بين بوتين والأسد.
ويأتي الاجتماع في أعقاب الإعلان المفاجئ الذي صدر الجمعة بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعدما بقيت مقطوعة منذ العام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين.
ويعود آخر لقاء بين الأسد وبوتين في موسكو إلى أيلول/سبتمبر 2021، ومذّاك لم يجر الأسد أي زيارة للعاصمة الروسية.
عذراً التعليقات مغلقة