الأمثال الشعبية للبصل عند السوريين

معاذ عبد الرحمن الدرويش10 مارس 2023آخر تحديث :
معاذ عبد الرحمن الدرويش

البصل…و ما أدراك ما البصل، للبصل أنواع و أشكال، فهو مادة رئيسية في المطبخ السوري، لكن بالمقابل فإن رائحته غير المقبولة تجعله محط تناقضات لدى الكثير من الناس، و للبصل حكايات و قصص كثيرة، و للبصل الكثير من الأمثال الشعبية لدى الموروث الشعبي السوري ..
و على سبيل اللمز به يسمون البصل “فحل بصل ” و مرة يسمونه “راس بصل “
يقول السوريون ( لا تحط بالرز بصل) في تعبير عن خلط الأمور غير المنسجمة مع بعضها .
و يقول السوريون (فلان مثل البصل موجود بكل طبخة) في كناية عن شخص حشري، يتدخل في كل المواضيع ، بما يخصه و ما لا يخصه.
و يقول السوريين (البصل سنة برنة و سنة بصنة) حيث أن قيمة البصل تكون حسب سعره بالسوق، فإذا كان غالياً كان له رنة، أما إذا كان رخيصاً فله ” صنة” و الصنة هي رائحة البصل المتخمر، في كناية على أن البصل سيرمى بالشوارع و الساحات و رائحته غير المقبولة في كل مكان.
و من عجائب مادة البصل في هذا الباب أن سعره يتفاوت بين العام و العام و اليوم و الآخر، بشكل كبير جداً فمرة يكون غالي جداً ، و مرة يكون رخيص إلى حد الرمي بالشارع.
و يقول السوريين “فلان ريحته مصنصنة مثل البصل ” في كناية على الرائحة الشديدة النتانة .
و يقول السوريون “يا داخل بين البصلة و قشرتها لا ينوبك إلا صنتها” يقال لمن يحشر نفسه في موضوع لا يخصه، أو يتدخل بين إثنين إختلفا خلافاً بسيطا ، لكن بالأساس هما أقرباء و أحباء و لا يزالا كذلك .
لكن للبصل اليوم حكاية مختلفة مع النظام السوري، تلك المادة البسيطة، و التي تعتبر من كماليات المطبخ أصبحت بعيدة المنال، و لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال ما يسمى “البطاقة الذكية “
و هنا يتبادر للذهن المثل القائل ” صام و صام و بعدين أفطر على بصلة” في كناية على من يصبر على أمر ما بغية الفوز بجائزة أو الحصول على شيء ثمين ، لكنه في النهاية أفطر على شيء تافه وسخيف.
لكن الشعب السوري الصائم جوعاً عند النظام، منذ وقت طويل، حتى الإفطار على بصلة بات حلماً بعيد المنال.
فبعد الصبر على عشر سنين من الحرب، و الانتصار على ما يسمى “حرب الإرهاب” الجائزة لن تكون حتى بالإفطار على رأس من البصل، فاليوم حتى البصلة غير موجودة، و الناس جوعانة و صايمة برمضان و بغير رمصان.
و نختم بالمثل الشعبي السوري القائل( كول بصل و انسى إلي حصل)
و مع ندرة وجود البصل من سيعين أولئك المساكين على نسيان واقعهم المرير المشحر.
و تأتي الإجابة :
ربما الأمل .. نعم إنه الأمل بالحصول على “فحل البصل”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل