أكد المحامي زيد العظم، والسياسي والإعلامي أيمن عبد النور، الاثنين، تبليغهم بأنَّ السويد لن ترسل دعوة لمنظمة الهلال الأحمر السوري التابعة لنظام الأسد، لحضور مؤتمر المانحين المزمع عقده يوم 16 آذار/مارس الحالي في مدينة بروكسل البلجيكية، لإغاثة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.
وفي تصريح لشبكة “آرام” قال أيمن عبد النور، أحد أعضاء اللقاء التشاوري الأول الذي يضم أرفع الشخصيات السورية السياسية الموجودة في الولايات المتحدة: “اليوم تم إبلاغنا من الاتحاد الأوروبي ممثلاً بفرنسا وألمانيا وهما أكبر دولتين فيه وبالتوافق مع رئيسة الاتحاد حالياً السويد، بأنَّهم لن يرسلوا دعوة لممثل النظام خالد حبوباتي لحضور مؤتمر بروكسل”، مؤكداً أنَّ الموقف الأمريكي “رافض وبقوة” هذه الدعوة.
وفي سياق متصل، قال زيد العظم، في تصريح لشبكة “آرام”: إنَّ “مسؤولة سويدية تواصلت معنا اليوم، وأكدت لنا بعدم توجيه دعوات للنظام السوري ومؤسساته لحضور مؤتمر بروكسل الخاص بمساعدة منكوبي الزلزال”، وذلك بعد يومين من وصول مذكرة قانونية إلى الخارجية السويدية في استوكهولم.
وجاءت تأكيدات المسؤولة السويدية، بعد مساعي حقوقيين سوريين في فرنسا، ويضيف العظم: “قمنا بتشكيل مجموعة من الحقوقيين والحقوقيات، مطلع الشهر الجاري، لكتابة مذكرة قانونية تعترض على دعوة شخصيات ومؤسسات تمثل نظام الأسد من بينها منظمة الهلال الأحمر”.
وحول عمل الحقوقيين في فرنسا على مدار أسبوع، أفاد العظم، بأنَّ الإقبال على دعم المذكرة كان ممتازاً على الصعيدين الدولي والمحلي، وهناك مسؤولين كبار في بلدية باريس وعدد من الأحزاب الفرنسية منها حزب الخضر ساهموا بشكل كبير في إنجاح هذه المذكرة.
المذكرة التي وقعها 26 حقوقياً سورياً ووجهت إلى البرلمانين الفرنسي والأوروبي، والمفوضية الأوروبية، أكدت لهم سرقة المساعدات من نظام الأسد الذي يريد أن يختبئ خلف منظمة الهلال الأحمر التي تعد أحد أذرع النظام في حربه على الشعب السوري، وهي متورطة بانتهاكات جسيمة، وفقاً لشهادات منشقين عنها وتقارير حقوقية دولية مثل منظمة هيومن رايتس ووتش.
ومؤخراً شاهد الجميع سرقة المساعدات القادمة للنظام بعد الزلزال، وهي أكبر دليل على أنَّ أي مبلغ يأتي للهلال الأحمر سيحول تلقائياً للنظام الذي سيستخدمه إما في قتل الأهالي بالمناطق المحررة أو في صناعة حبوب الكبتاغون التي يُغرق الدول بها. وفقاً للعظم، موضحاً أنَّ البديل الذي سيطرحونه هو توزيع المساعدات عن طريق المنظمات غير الحكومية أو الأمم المتحدة.
ويشير الحقوقي المختصّ بقضايا اللاجئين، إلى أنَّ أهمية المؤتمر الذي دعت إليه السويد بوصفها رئيسة الاتحاد الأوروبي، تأتي كونها تساعد منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا في إعادة الإعمار، منوهاً إلى أنَّ مؤتمر بروكسل السنوي المخصص لدعم اللاجئين السوريين سيعقد في وقت لاحق.
وفي نهاية الشهر الماضي، اعتمد مجلس النواب الأمريكي قراراً بأغلبية 414 صوتاً مقابل معارضة صوتين، يدين نظام الأسد على خلفية منعه مساعدات الأمم المتحدة من الوصول إلى المتضررين جراء الزلزال، عبر المعابر مع تركيا، واستغلال الكارثة للتهرب من الضغط والمسؤولية الدولية.
ويوم أمس، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” من أن يستغل نظام الأسد مؤتمر المانحين في بروكسل لصالحه، وذلك من خلال منظمة الهلال الأحمر السوري التي تعمل في مناطق سيطرته، هي خطوة جديدة لإنقاذ هيكلية النظام، والعمل على عودته إلى المجتمع الدولي من جديد من بوابة العمل الإنساني”.
وفي 20 شباط/فبراير الماضي، أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، أنَّ “بلاده تعتزم عقد مؤتمر دولي في 16 آذار في بروكسل لجمع التبرعات بعد الزلزال المدمّر في 6 شباط”. مشيراً إلى أنَّ السويد تهدف من خلاله إلى دعم إضافي لشعبي تركيا وسوريا.
عذراً التعليقات مغلقة