أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83,7 في المئة، أي أقل بقليل من نسبة التسعين في المئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية، في حين قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) وليام بيرنز خلال مقابلة، الأحد، إن برنامج إيران النووي يتقدّم “بوتيرة مقلقة” بعد تقارير عن رفع طهران مستويات تخصيب اليورانيوم.
وأوضحت الوكالة التابعة للامم المتحدة أنه تم اكتشاف الجزيئات بعد جمع العينات في يناير في منشأة فوردو، مؤكدة بذلك معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية.
وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية “توضيحات” مشيرة إلى أن “المشاورات لا تزال قائمة” لتحديد مصدر هذه الجزيئات، على ما أضاف التقرير الذي سيعرض الأسبوع المقبل أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
لكن طهران، التي تنفي نيتها الحصول على سلاح نووي، تحدثت عن “تراكم غير مقصود” بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في التخصيب، في رسالة وجهتها إلى الوكالة.
والأسبوع الماضي، أكدت طهران “أنها لم تجر أي محاولة تخصيب فوق 60 بالمئة”.
وأوضح الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن “وجود ذرة او ذرات يورانيوم أعلى من 60 في المئة في عملية التخصيب لا يعني التخصيب فوق 60 في المئة”.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) وليام بيرنز قال في مقابلة مع برنامج “فايس ذي نايشن” على “سي بي أس”، إن إيران “تقدمت جدا لدرجة أن الأمر لن يستغرق سوى أسابيع قبل أن تتمكّن من تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 90 في المئة، إذا أرادت تجاوز هذا الحد” واصفا التقدم بأنه “مقلق جدا”.
لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قرر “استئناف برنامج التسلح الذي نقدّر أنه علّق أو أوقف نهاية 2003”.
وأوضح بيرنز أن إيران “ما زالت بعيدة جدا… من حيث القدرة على تطوير سلاح”، لكنه قال إن التطور في مستويات التخصيب ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل سلاح نووي “يتقدّم بوتيرة مقلقة”.
وتأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء اتفاق دولي أبرم عام 2015 للحد من النشاطات النووية الإيرانية مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.
وبدأت المحادثات في أبريل 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توترات متزايدة.
والاتفاق يترنح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وردا على الانسحاب الأميركي، تخلت إيران تدريجا عن التزاماتها الواردة في الاتفاق.
وباتت إيران تنتج رسميًا اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة في موقعين (نطنز وفوردو)، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3,67 في المئة التي حددها الاتفاق.
كذلك، أفاد تقرير الوكالة الذرية التي يتوقع أن يزور مديرها رافايل غروسي، طهران نهاية الأسبوع، أن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.
وذكر التقرير أن المخزون ارتفع مع 12 فبراير إلى 3.760,8 كلغ مقابل 3.673,7 كلغ في أكتوبر، بحيث تجاوز 18 مرة السقف المسموح به وفق اتفاق 2015 الدولي.
عذراً التعليقات مغلقة