استشهد 10 فلسطينيين وأصيب العشرات في مواجهات اندلعت اليوم الأربعاء، في نابلس على خلفية عملية عسكرية واسعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي استمرت أربع ساعات، في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وأدت العملية إلى دمار كبير في المباني والممتلكات شبهه الأهالي بـ”الزلزال المدمر”، وسط حالة غضب ودعوات رسمية للإضراب والحداد، بعد أن تحولت البلدة القديمة إلى ساحة حرب، إثر استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع ومتفجرة وطائرات مسيرة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مقتل 10 فلسطينيين، إضافة إلى إصابة 102 بجراح بينهم 6 بحالة خطيرة، إثر اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس ومحاصرتها شابين فلسطينيين من مجموعة (عرين الأسود) داخل منزل في نابلس، استشهدا بنهاية العملية بعد إطلاق قوات الاحتلال صاروخاً مضادا للدروع على المنزل ما أدى إلى انهياره واستشهادهما.
وتتهم سلطات الاحتلال الشهيدين بالتورط في قتل الجندي إيدو باروخ في هجوم على قوة عسكرية للاحتلال قرب نابلس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جهتها، نعت مجموعة “عرين الأسود”، “شهداء نابلس العشرة، الذين ارتقوا اليوم الأربعاء، خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة القديمة بمدينة نابلس”.
وتوعدت المجموعة، في بيان عبر حسابها على تطبيق “تلغرام”، بأنها سترد “الصاع صاعين للاحتلال”، حسب تعبيرها.
وعلى مدار الأشهر الماضية، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة عمليات في نابلس، أسفرت عن استشهاد واعتقال عدد من المنتمين إلى المجموعة.
ومطلع سبتمبر/أيلول 2022، ظهرت “عرين الأسود” علنا في عرض عسكري بالبلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.
إدانات فلسطينية وتوجه إلى مجلس الأمن
وفي حين أدانت السلطة الفلسطينية، اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس واصفة إياه بأنه “يضع حالة الهدوء بمهب الريح”، أدانت الرئاسة الفلسطينية العملية، وطالبت “الإدارة الأميركية بالتحرك الفوري، والضغط الفاعل على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل”.
وحمل المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي “مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع”.
من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تيسير نصر الله، إن “إسرائيل تغزل على تفجير الأوضاع في الضفة الغربية”.
وأوضح أن الرد الفلسطيني سيكون على عدة مستويات، أولها “السياسي بتحميل إسرائيل مسؤولية ما يجري وتفجر الوضع ونتاج هذا العمل، وشعبيا، باستمرار حالة الصمود والمقاومة في وجه إسرائيل، والعمل على إنهاء الانقسام السياسي”.
أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، مساء اليوم الأربعاء، أن القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ في تغريدة له على “تويتر”: “القيادة الفلسطينية تقرر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لطلب الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني في ظل استمرار جرائم الاحتلال”.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، مساء اليوم الاربعاء، طلب دولة فلسطين عقد اجتماع طارىء لمجلس المن لإدانة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم مستمرة بحق الفلسطينيين، وآخرها مجزرة نابلس، وطلب توفير الحماية الدولية.
وبين المالكي أن السلطة الفلسطينية قد طلبت أيضاً عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، وكذلك اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، بهدف الإدانة الجماعية والفردية لمجازر الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
ومساء اليوم، شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين، جثامين الشهداء العشرة الذين ارتقوا بعد المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وأعلن في عدة محافظات بالضفة الغربية عن حداد وإضراب شامل الخميس، حدادا على أرواح الضحايا.
عذراً التعليقات مغلقة