“مولات” الشمال

معاذ عبد الرحمن الدرويش31 يناير 2023آخر تحديث :
معاذ عبد الرحمن الدرويش


في يفاعتي المدرسية ، عندما قرأ علينا المعلم أن “ثورة” البعث قامت بتأميم المصانع و المعامل في سوريا ، و أصبحت ملكاً للشعب، أذرفت عيوني بالدمع و أغرقت وجنتاي، فرحاً على هذه البركة الوطنية التي حظينا بها “ثورة” البعث .
يفاجئنا الشمال السوري ، بين اليوم و الآخر بافتتاح مولات تجارية كبيرة ، على غرار كل الدول و المدن في العالم، لكن الذي فاجأني أكثر ، بعض التعليقات الساخرة، و الشامتة و المتوعدة بهكذا مشاريع، على وسائل التواصل الاجتماعي.
و الذريعة الجاهزة “حرامية الثورة”…على مهل رسلك يا أخي.
في الشمال المحرر لا يوجد بترول و لا يوجد ثروات أو معادن و لا يوجد حتى أراضي زراعية تكفي لتغطية احتياجات أكثر من أربعة ملايين إنسان.
الشمال سواء على المنظور القريب أو على المنظور البعيد “لا سامح الله” لا يمكن حل مشكلته الاقتصادية إلا من خلال مشاريع تجارية و صناعية ضخمة، تشغل الناس و تضخ المال و تحيي الوضع الميت.
عشر سنوات و نحن نقف على أبواب المنظمات كالمتسولين، عشر سنوات و نحن نستجدي الغريب و القريب لكي نحل مشكلة عائلة بخبز أو دواء أو غيره…أما يكفينا؟…
نحن اليوم بحاجة لكي نشجع افتتاح بقالة “بثلاثة رفوف” مواد تعيل عائلة، نحن اليوم بحاجة لمزرعة بعشرة أمتار تنتج خضار تكفي أهلها ..
و الحل الوحيد أمامنا أن نشجع الاستثمارات الكبيرة من مصانع و معامل و مولات تشغل مئات و آلاف اليد العاملة .
لا شك أن المستفيد الأكبر من أي مشروع هو صاحب المشروع ، و هذا أمر طبيعي، لكن عندما يؤمن أي مشروع فرصة عمل لأي إنسان هو بالنتيجة يرفع عن كاهل ثورتنا معيشة عائلة.
“فثورة البعث” الكاذبة و إذ صح التعبير “انقلاب البعث ” هو الذي وضع أول سكين على رقبة الاقتصاد السوري عندما قام بجريمة تأميم المصانع و المعامل تحت ذريعة و خديعة الاشتراكية.
و التي بموجبها قضى على اقتصاد سوريا، و قضى على عجلة التطور الصناعي، فسوريا قبل البعث كانت من الدول المتميزة صناعياً في الشرق الأوسط.
فأرجوكم “بشروا و لا تنفروا …” و لا تجعلوا “ثورتنا” ثورة الكرامة و الحرية تسلك طريق “انقلاب البعث” في محاربة أي عجلة تطور تحت أي مسمى أو ذريعة كانت، واحذروا المتربصين بنا و بثورتنا في كل مكان.
و الأمل الأكبر بأن تعود سوريا لأهلها ، و نعيد تعميرها و بناءها بسواعد أبنائها البررة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل