أُقيل عدد كبير من المسؤولين الأوكرانيين الكبار اليوم الثلاثاء في تغيير قالت كييف إنه يُظهر تناغم الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع المجتمع بعد اتهامات فساد.
واكتسبت حرب طويلة الأمد على الفساد في أوكرانيا أهمية كبرى، إذ جعل الغزو الروسي حكومة كييف تعتمد بشكل كبير على الدعم الغربي وتسعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأتت إقالة نحو 12 مسؤولا مع دخول غزو روسيا شهره الثاني عشر بعد أيام من اعتقال نائب وزير يشتبه في مشاركته في عمليات كسب غير مشروع ومزاعم نفتها وزارة الدفاع وأثارت استياءً.
وكتب ميخايلو بودولياك، أحد كبار مستشاري زيلينسكي، على تويتر “الرئيس يرى المجتمع ويسمعه. وهو يستجيب مباشرة لمطلب عام رئيسي، العدالة للجميع”.
ومن بين المسؤولين المٌقالين خمسة حكام مناطق وأربعة نواب وزراء ومسؤول كبير بمكتب الرئاسة كان يُنظر له على أنه مقرب من زيلينسكي الذي أعلن أمس الاثنين أنه ستصدر “قرارات تتعلق بالموظفين، بعضها اليوم وبعضها غدا”.
وقال فولوديمير فيسينكو المحلل السياسي المقيم بكييف إن بعض التغيرات خُطط لها منذ فترة، لكن حفزها انتشار عناوين الأخبار السلبية بشكل مفاجئ. وأضاف فيسينكو لرويترز “تزامن كل هذا مع تكثيف لمكافحة الفساد ورد فعل من الرئيس … على المقالات الانتقادية في وسائل الإعلام”.
وبدت بعض البيانات متصلة باتهامات الفساد بينما كانت الأخرى لا صلة لها بها بالمرة.
وأصبح التغيير أكثر إثارة للدهشة لأنه جاء وسط تجمد السياسات الداخلية إلى حد بعيد، حيث تمت تنحية الخصومات السياسية إلى حد كبير للتركيز على القتال من الحفاظ على الوطن.
“تصرف نبيل”
قدم نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف استقالته بعدما اتهم تقرير إعلامي أوكراني وزارة الدفاع بأنها تدفع أسعارا مبالغا فيها للحصول على إمدادات الغذاء، وهي حيلة قديمة يستغلها المسؤولون الفاسدون لاختلاس الأموال.
وقالت الوزارة إن هذه الادعاءات بلا أساس لكن استقالة شابوفالوف، الذي كان مسؤولا عن إمدادات الغذاء بالجيش، “تصرف نبيل” من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الثقة في الوزارة.
وفي ظل إعلان التغييرات في سلسلة من البيانات، قال رئيس الوزراء دينيس شميهال في اجتماع للحكومة إن أوكرانيا تحرز تقدما في حملتها لمكافحة الفساد. وأضاف “إنه عمل ممنهج ومتتابع أوكرانيا في أمّس الحاجة له وجزء لا يتجزأ من الاندماج مع الاتحاد الأوروبي”.
وكان حكام مناطق دنيبروبيتروفسك وزابوريجيا وكييف وسومي وخيرسون من بين المسؤولين المُقالين. وبشكل عملي، يحتاج زيلينسكي إلى نشر مرسوم ينهي إجراءات إقالتهم.
وقال مكتب الرئيس إنه قبل استقالة كيريلو تيموشينكو من منصب نائب مديره. ولم يذكر تيموشينكو أي سبب لاستقالته. وعمل الشاب البالغ من العمر 33 عاما في الحملة الانتخابية لزيلينسكي وظل يشغل منصب نائب مدير مكتب الرئيس منذ عام 2019 وكان يشرف على المناطق والسياسات الإقليمية في أوكرانيا. وانتقدته وسائل إعلام أوكرانية لقيادته سيارات رياضية خلال الغزو لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات وقال إن السيارات مستأجرة.
وأُعفي كذلك من منصبه نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، الذي تعرض لانتقادات بعدما قالت وسائل إعلام إنه أمضى عطلة العام الجديد مع أسرته في مدينة مربيه الإسبانية خلال الحرب مع روسيا. ولم يعلق سيمونينكو علنا على هذه الانتقادات.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي أمس الاثنين إن المسؤولين لن يكون بوسعهم بعد الآن السفر إلى الخارج لأغراض لا علاقة لها بالعمل الحكومي.
وجعل الاتحاد الأوروبي من مكافحة الفساد أحد الإصلاحات الرئيسية التي كان ينبغي على أوكرانيا تنفيذها قبل الحصول على صفة مرشح للانضمام إلى التكتل الأوروبي.
وأعلن “مركز الاستراتيجية الاقتصادية” الأوكراني للأبحاث أنّ المبلغ الإجمالي للمساعدات الغربية (المالية والعسكرية وغيرها) لأوكرانيا يمكن أن يبلغ 100 مليار دولار في 2023، بينها أكثر من 40 مليارًا لقواتها المسلحة.
Sorry Comments are closed