يقاتلون في ثلاث قارات.. من هم مرتزقة “مجموعة فاغنر” الروسية؟

فريق التحرير22 يناير 2023آخر تحديث :
ينخرط مرتزقة فاغنر في ساحات القتال بسوريا وأفريقيا وأوكرانيا

قبل أيام، تقدم قائد سابق في صفوف مرتزقة “مجموعة فاغنر” الروسية، بطلب لجوء إلى النرويج بعد أن انشق عن الشركة العسكرية الروسية الخاصة المثيرة للجدل.

وجرى اعتقال أندري ميدفيديف، 26 عاما، من قبل حرس الحدود عقب عبوره الحدود إلى النرويج وتحديدا قرب وادي باسفيكدالين، فيما أكدت سلطات الهجرة في النرويج مساعي ميدفيديف للجوء إلى الدولة الإسكندنافية.

بيد أن السلطات رفضت الخوض في مزيد من التفاصيل.

ولا يُعدّ ميدفيديف المنشق الوحيد من مجموعة فاغنر إذ في سبتمبر / أيلول الماضي، استسلم يفغيني نوزين، وهو قاتل سابق مُدان يعمل في صفوف مرتزقة فاغنر، إلى القوات الأوكرانية.

وعقب استسلامه، أجرى نوزين سلسلة من المقابلات انتقد فيها القيادة الروسية وقال إن الظروف القاسية على الجبهات دفعته للانشقاق عن المجموعة الروسية.

لكن لاحقا جرى تسليمه إلى روسيا في صفقة تبادل أسرى لينتشر لاحقا مقطع مصور مرعب على تطبيق تلغرام يُظهر إعدامه عن طريق ضرب رأسه بمطرقة ثقيلة.

تُعرف مجموعة فاغنر بتكتيكاتها وأساليبها الوحشية، بيد أن إعدام نوزين أدى إلى زيادة التدقيق والتركيز الدولي على المجموعة المقربة من الكرملين، فيما سلطت الواقعة الضوء على حقيقة مفادها أن فاغنر باتت ذات أهمية في الحرب الروسية في أوكرانيا.

تصور لوحة جدارية في صربيا مرتزقة فاغنر على أنهم “فرسان روسيا”

كيف تأسست فاغنر؟
عقب الغزو الروسي لأوكرانيا أواخر فبراير/ شباط، كشفت تقارير عن تزايد انخراط عناصر مجموعة فاغنر في الحرب لصالح القوات الروسية.

عام 2014 كان موعد تأسيس مجموعة فاغنر وجرى في نفس العام تكليفها بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، حيث ساعد مرتزقتها، ممن يرتدون ملابس رسمية، القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك.

ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد مرتزقة فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.

يشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضا عقوبات على شركة فاغنر ومالكها وأيضا معظم قادتها.

عناصر فاغنر .. أين يتمركزون؟

شركة “فاغنر” العسكرية الروسية موجودة قبل أعوام من اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكانت تتألف من بضعة آلاف من المرتزقة، يُعتَقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب جيد. لكن مع تزايد خسائر روسيا في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفغيني بريغوزين، والذي يعد أحد أبرز الأوليغارش الروس ويُعرف باسم “طباخ بوتين”، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية.

وقد ظهر بريغوزين في مقطع فيديو في سبتمبر/ أيلول الماضي وهو يتحدث إلى سجناء في باحة سجن روسي ويعدهم بأنه في حالة سفرهم إلى أوكرانيا للقتال لمدة ستة أشهر، فسوف يتم تخفيف فترات العقوبة بحقهم.

وتشير التقديرات إلى أن عشرين ألفا من عناصر مجموعة فاغنر يقاتلون حاليا في أوكرانيا.

ورغم انخراطهم بشكل متزايد في الحرب، إلا أنه لا يمكن الوقوف على فاعلية عناصر فاغنر في ساحات المعارك بشكل قاطع، فيما يقول خبراء إن فاغنر تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إحراز تقدم كبير يصب في صالح القوات الروسية.

مخالفةٌ للدستور الروسي ولكن!

ولا يجيز الدستور الروسي إنشاء شركات عسكرية خاصة أو جيش مرتزقة؛ إذ ينص على أن مسؤولية الأمن والدفاع عن البلاد تقع على عاتق الدولة دون غيرها، فيما يحظر القانون الروسي على المواطنين الروس العمل كمرتزقة.

ورغم ذلك فإن القانون يسمح للشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة، وهي ثغرات قانونية تمثل منطقة رمادية شبه قانونية تتيح لمجموعة فاغنر بالعمل.

مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوزين الذي يُعرف أيضا باسم “طباخ بوتين”

وتنتشر عناصر فاغنر في بلدان أفريقية لتوفير الدعم والأمن لشركات التعدين الروسية والشركات التي تعمل معها، فيما جرى اتهام روسيا باستخدام فاغنر للسيطرة على الموارد الطبيعية في أفريقيا فضلا عن التأثير على الشؤون السياسية والصراعات في دول مثل ليبيا والسودان ومالي ومدغشقر.

وقد نشطت مجموعة فاغنر أيضا في سوريا.

لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والعراق وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها.

بيد أن هذه الشركات العسكرية الخاصة تعمل بشكل متواضع.

وقد دقت المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال ظاهرة انتشار المرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم.

رعاية الدولة الروسية

لكن اللافت في مجموعة فاغنر يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الحكومة الروسية، فضلا عن نطاق انتشارها الكبير.

ففي الوقت الذي تنصب فيه مهمة العناصر، التي تعمل في الشركات العسكرية الخاصة الأخرى على توفير الخدمات الأمنية، انخرطت عناصر فاغنر في تنفيذ مهام كبيرة في نزاعات وحروب أهلية، فضلا عن تضرر سمعتها بسبب تبنيّ عناصرها أفكارا يمينيةً متطرفةً.

وقد ارتبط ديمتري أوتكين، العميد السابق في الجيش الروسي والذي أسس المجموعة، بعلاقات وثيقة بمنظمة “ذئاب الليل”، وهي كيان متطرف قومي يُعرف عنه تعصبه العرقي للبيض ويُعَدُّ ناديا للدرجات النارية لكنه يخضع لعقوبات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ويُعتقد أن هذا النادي يحظى بدعم من الحكومة الروسية، فيما تنتشر صور على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر عناصر فاغنر وهم يروجون لأفكار وخطابات منظمة “ذئاب الليل” اليمينية المتطرفة.

المصدر دويتشه فيله. DW
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل