أوكرانيا: الدبابات الغربية مفتاح الحسم ضد الجيش الروسي!

فريق التحرير17 يناير 2023آخر تحديث :
كأول دبابة قتالية غربية، يمكن لأوكرانيا الحصول على البريطانية تشالنجر 2

فاجأت سرعة الجيش الأوكراني في استعادة المناطق الواقعة في شمال شرق البلاد في أواخر الصيف الماضي العديد من المحللين العسكريين الغربيين. في غضون أيام قليلة، حرر الجنود الأوكرانيون منطقة خاركيف. كما تقدم الجيش الأوكراني بسرعة بعمق 90 كيلومترًا داخل الأراضي التي تحتلها روسيا، خاصة في القتال من أجل بلدة كوبيانسك الصغيرة.

كان أهم مفتاح لهذا النجاح العسكري على ما يبدو هو فعالية الدبابات والمدفعية وطائرات الاستطلاع “الدرون” بدون طيار في التحرك إلى الأمام. يقول الخبير في شؤون أوكرانيا في مؤتمر ميونخ للأمن نيكو لانغه، في حوار مع DW: “أظهرت أوكرانيا في التقدم الآلي الناجح جدًا نحو كوبيانسك أنه من خلال الجمع بين أنظمة الأسلحة هذه والتدريب المسبق، فإنها قادرة على القتال بمنظومة الأسلحة المشتركة”.

إن “معركة الأسلحة المشتركة” شيء يشبه الحمض النووي العسكري الاستراتيجي لحلف الناتو متوارث من الحرب الباردة. يقول لانغه: “هذا يعني دبابات القتال وناقلات الجند المدرعة، والمدعومة بالمدفعية واليوم أيضًا مدعومة بطائرات الدرون (بدون طيار)” – مرتبطة باتصالات مستمرة في عمليات منسقة.

تعود الاستراتيجية إلى المصلح العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتز في أوائل القرن التاسع عشر وما زالت تُدرس في الأكاديميات العسكرية الغربية حتى اليوم.

الاتصالات العسكرية والتنسيق أمر حاسم في الحرب

في المقابل، أظهرت روسيا في أوكرانيا “أنها غير قادرة على القتال بالأسلحة المشتركة”، كما يقول المحلل العسكري إيغال ليفين في كييف. في مقابلة مع DW، يضيف الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي والمدون العسكري المعروف في أوكرانيا: “لقد حاولوا تطبيق هذا المفهوم”، لكن هذا يتطلب “قادة أكفاء” و “تنسيق جيد بين الوحدات الفردية”.

لكن الاتصال والتنسيق على وجه الخصوص سيئان في الجيش الروسي، لأن روسيا ورثت “الهيكل العظمي، الهيكل التنظيمي للجيش السوفيتي”، كما يقول ليفين.

واستفاد الجيش الأوكراني في المقابل، وهو منبثق أيضًا من الاتحاد السوفيتي، من برامج التدريب الأمريكية والكندية، خاصة للقادة الأوكرانيين الشباب، منذ “عدوان الكرملين عام 2014″، بحسب المدون العسكري. بالإضافة إلى ذلك، “مئات الآلاف من الأوكرانيين لديهم خبرة في الخطوط الأمامية منذ عام 2014”.

الاستخدام المشترك للدبابات الغربية

“وإذا حصلت أوكرانيا الآن على المزيد من الدبابات القتالية وناقلات الجند المدرعة، فستكون قادرة على إنشاء وحدات يمكنها أيضًا تحقيق مثل هذه الاختراقات في الجنوب أو الشرق على سبيل المثال”، حسب تحليل نيكو لانغه.

ويقصد الخبير في شؤون أوكرانيا مركبات القتال الغربية للمشاة ( AMX-10 RC ) من فرنسا، وبرادلي من الولايات المتحدة الأمريكية وماردر من ألمانيا، التي تريد برلين الآن تسليم 40 قطعة منها بعد رفض وانتظار طويل.

وفي يناير الحالي، أكدت بريطانيا أنها تريد للمرة الأولى على الإطلاق، تسليم مركبات تشالنجر 2 للجيش الأوكراني، وهي دبابات قتالية غربية حسب معايير الناتو.

وأخيراً، قبل أيام قليلة، مارس الرئيس البولندي أندريه دودا، أثناء زيارته مدينة لفيف في غرب أوكرانيا، ضغوطًا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، وأعلن أنه يريد تزويد أوكرانيا بـ “دفعة من دبابات ليوبارد2” مع دول غربية أخرى، إذا ما وافق حزب المستشار الألماني في برلين على التخلي عن رفضه تسليمها لأوكرانيا.

ليوبارد 2 هي من إنتاج ألماني، لذلك يجب أن يوافق مجلس الأمن الفيدرالي التابع للحكومة في برلين، برئاسة المستشار أولاف شولتس، على تصدير أسلحة كهذه إلى منطقة حرب.

القرار في قاعدة رامشتاين؟

ومن المقرر أن يجتمع حلفاء الولايات المتحدة الخمسون في مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا مرة أخرى قريبًا في قاعدة رامشتاين العسكرية الأمريكية في ألمانيا. من المحتمل أن تستمر الحكومة الألمانية في التعرض للضغوط. خاصة بالنظر إلى القتال العنيف بين القوات الروسية والمدافعين الأوكرانيين عن بلدة سوليدار الصغيرة وباخموت المجاورة.

في غضون ذلك، تدعي وزارة الدفاع الروسية أنها استولت على سوليدار وتمكنت من محاصرة مدينة باخموت. لا توجد معلومات مستقلة من المنطقة الأمامية.

لكن من المؤكد أن القوات المسلحة الروسية، مع ارتفاع عدد القتلى وحشد المزيد من الجنود، بما في ذلك الشباب الذين تم حشدهم للتو، تمارس المزيد والمزيد من الضغط على الجنود الأوكرانيين هناك. في أوكرانيا، يتحدث الكثيرون الآن عن “مفرمة اللحم” التي تقتل الأرواح هنا منذ أسابيع، في إشارة إلى حرب الخنادق التي جرت في الحرب العالمية الأولى.

ثقل موازن للتفوق الروسي

بالنسبة للخبير العسكري الأمريكي ميشائيل كوفمان، فإن التطور الإضافي على طول الجبهة الشرقية لأوكرانيا يصعب التنبؤ به. يقول الخبير في شؤون روسيا في البحرية الأمريكية: “لقد جنى الجيش الروسي بعض الفوائد من التعبئة”.

ويضيف كوفمان في برنامجه الإذاعي حول الوضع في أوكرانيا، لكن “ليس من الواضح على الإطلاق بالنسبة لي، ما إذا كانت القوات المسلحة الروسية مستعدة لمزيد من الهجمات الكبرى – بصرف النظر عما رأيته مع باخموت”. ويقول كوفمان إن أوكرانيا “حققت مكاسب متواضعة فقط منذ الخريف الماضي، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الهجوم التالي لن يكون ناجحًا”.

يتفق العديد من المحللين الغربيين على أن أوكرانيا، مثل روسيا، تستعد لهجمات جديدة. يقول المدون العسكري الأسترالي مايك رايان: “مع تدفق الجنود الذين تم حشدهم حديثًا، سيكون لروسيا بعض القدرة الهجومية بحلول عام 2023”. لكن اللواء السابق يبين أيضًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لم يعد لديه نفس الموارد كما في فبراير 2022”.

وإذا كانت أوكرانيا تمتلك دبابات القتال وناقلات الجند المدرعة الغربية، فيمكنها استخدامها جنبًا إلى جنب مع أنظمة الأسلحة الغربية التي تم تسليمها بالفعل. مثل الدبابة الألمانية المضادة للطائرات “غيبارد” أو نظام المدفعية المتحرك “بانزرهاوبيتسه 2000″، وقاذفة الصواريخ الأمريكية “هيمارس”، والتي تعتبر وفقًا لمنطق المناورة الغربية جزءًا من منظومة “معركة الأسلحة المشتركة”.

التحليل الكامن وراء ذلك: بالسرعة والتنقل، يجب على القوات المسلحة الأوكرانية أن تعوض التفوق العسكري الروسي من حيث المعدات العسكرية والجنود – “إذا كان من الممكن القيام بالأمور بسرعة” فسيكون من خلال تسليم الدبابات، كما يقول الخبير الألماني في شؤون أوكرانيا نيكو لانغه.

المصدر دويتشه فيله. DW
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل