ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بفوز الطفلة شام البكور ذات السبع سنوات، في مسابقة “تحدي القراءة العربي” بموسمه السادس، والذي تنظمه “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم” في إمارة دبي.
هذه البطولة التي شارك فيها أكثر من 22 مليون طالب من 44 دولة، لقراءة 50 كتاباً في كل عام دراسي، احتفى نظام الأسد، بها على نطاق واسع، ونشرت صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية”، أمس الخميس صورة الطفلة وهي تغطي نفسها بعلم النظام، مرفقاً بجملة: “مبارك لسورية فوز الطفلة شام البكور بلقب بطلة تحدّي القراءة العربي 2022”.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن وزير التربية دارم طباع الذي حضر حفل التتويج قوله: إنَّ الإنجاز يخلق من المعاناة، والطفلة شام التي ولدت زمن الحرب استطاعت بفوزها اليوم رفع اسم سورية عالياً”.
كما أشارت “سانا” إلى مشاركة وفد النظام، الجمعة، في الاجتماع التنسيقي للنسخة السابعة من مبادرة تحدي القراءة العربي، التي تقيمها الإمارات، وعرض المنسق العام للمبادرة في سوريا علي العباس آلية عمل وزارة التربية خلال المشاركة بالموسم السادس، والتحضير للموسم السابع المقبل.
وفي التسجيل المصوّر الذي عرضه “تحدي القراءة العربي” لقصة شام البكور كما ترويها والدتها منال مطر، قالت فيه: إنَّ “شام أصيبت بشظايا في رأسها ونجت من انفجار أودى بحياة والدها”، وفي الوقت نفسه ذكرت أنَّه “حادث سيارة”.
حقيقة مقتل والدها
في هذا الصدد، أكد “مركز الأتارب الإعلامي” في صفحته على فيسبوك، أنَّ والدها “محمد صبحي بكور” استشهد مع أربعة من رفاقه بقصف للنظام على مطاحن الذاكري في خان طومان بريف حلب في 20 كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، وحينها كان عمر شام نحو ستة أشهر، واليوم القاتل يستغل موهبتها وتفوقها وإبداعها.
وفي سياق متصل، أفاد الناشط تيسير الحمود، لشبكة “آرام” أنَّ مجموعة من أقارب والد الطفلة الذين يعيشون في المناطق المحررة شمالي سوريا، أكدوا عبر غرفة إخبارية تابعة لمدينة الأتارب، أنَّ محمد صبحي البكور، طالب هندسة لم يكمل دراسته بسبب حراكه الثوري من مواليد 1991، واستشهد بقصف جوي خلال رباطه في مطاحن خان طومان.
وأشار الناشط، إلى أنَّ تسمية الطفلة جاء من قبل أبيها الذي انضم إلى “حركة أحرار الشام”، وليس من قبل أمها الموظفة في حكومة الأسد كما زعمت في روايتها، والطفلة لم تصب بأذى كونها كانت بعيدة عن واقعة مقتل أبيها، وتعيش في بيت جدها لأمها في حي الهلك بمدينة حلب.
ردود فعل متباينة
تباينت ردود ناشطي وأبناء الثورة لخبر الطفلة، فمنهم من بارك لها الجائزة بغض النظر عن كونها أهدتها لبشار حافظ الأسد كما قالت الطفلة، ومنهم من أبدى مخاوفه من ضياع الحقيقة للجيل القادم من أبناء سوريا كما كتب الناشط، تامر الحليل، “ما يشعرنا بالخوف هو موت الحقيقة عند الجيل القادم”.
ومنهم من يرى أنَّ فوزها متعمد من قبل حكام الإمارات الذين يروجون للتطبيع مع بشار الأسد. كما يرى الناشط عبد القادر الفليفل، أنَّ فوز شام البكور بجائزة تحدي القراءة العربي.. يؤكد الدعم الواضح المقدم للنظام من قبل الإمارات لتعويم النظام في دمشق.
كذلك، كتب الناشط، علاء الدين رجب: “لا شك أن الطفلة شام موهوبة جداً في القراءة، ولا شك أن حكومة الإمارات لم تمنحها الجائزة الأولى لأنها موهوبة فقط.. حكومة الإمارات رائدة التطبيع والتلميع مع نظام الأسد”.
بدوره، الناشط حمزة الصوفي، قال: إنَّ “استغلال الطفلة شام البكور وفوزها بجائزة القراءة العربية دليل آخر على إجرام النظام، فمهما حالوا تلميع النظام وتلميع علمه واستغلال أي حدث ولو كان صغيراً لن ينفعهم وينفع صورتهم الإجرامية”.
وتؤكد الناشطة دارين العبد الله، على ذات الفكرة بقولها: “عادت بي الذاكرة الحاضرة لصور كل الأطفال الذين قتلهم الأسد ويتم منهم من يتم، فإهداء الطفلة شام فوزها للسفاح بشار الأسد أفسد فرحتي بهذه المناسبة، ومن الواضح أن الموضوع مسيس فلن أزعج نفسي كثيراً وأنتم أيضاً في النهاية هي طفلة بريئة، فلن يلمع هذا الإهداء مجرماً استغلالياً يسبح بدماء الشعب السوري”.
بدوره، أكد الكاتب محمود عادل بادنجكي، أنَّ “شام البكور” ابنة شهيدٍ لقصف النظام المجرم. نجَتْ لتُحقّق إنجازها الباهر. كم من “شامٍ” وُئِدَتْ على يد النظام المجرم، كانت سترفع اسم “سوريا الحرّة” بدلاً من قمع موهبتها وتزوير حقيقة يُتمِها، وتلقينها إهداء فوزها، لمن سرقَ منها حياة والدها.
وكتب السياسي ياسين النجار: “ليس هناك جرم وإهانة وذل وعبودية أكبر من أن تضطر شام الطفلة المبدعة الحائزة على جائزة تحدي القراءة العربي من أن تهدي جائزة تفوقها وابداعها لقاتل أبيها وأكبر قاتل للأطفال في القرن 21 سفاح سوريا”.
الناشط مهند بلال الرشيد، قال: “بالنّسبة لجماعة المتعاطفين مع الأمّ وابنتها من باب التضامن مع الطّفولة ومساندة النّسويّة والنّسويّات لا بأس في ذلك بشرط ألّا تتحوّل النّسويّة والطّفولة إلى شهود زور على حقائق شهيرة بحجّة الخوف من البطش ولا سيّما أنّ الأم وابنتها أصبحتا في مأمن من بطش المجرم بشّار الأسد ونظامه”.
ومنهم من أعرب عن فرحه بفوزها دون التطرّق لنظام الأسد، مثلما كتب المعارض السياسي رياض نعسان آغا، “أهنئ أهل شام وأخص أم شام، بفوز شام في تحدي القراءة هذا العام قلبي يخفق فرحاً بك يا شام”.
كذلك كتب الصحفي عدنان عبد الرزاق معرباً عن فرحته بفوزها، قائلاً: “لعل أمها، التي ربتها على القراءة والعلم والتفوق، فلم تشعرها بيتم الأب وضغوط الحياة، تستأهل جائزة وكبرى”.
يذكر أنَّ نظام الأسد سبق وأن استغل قصة نجاح الطالبة أنوار عبد الرزاق العلي الغبيط التي التقتها أسماء الأسد زوجة بشار مطلع العام الفائت، “لتكريم المتميّزين رغم إعاقتهم”، وهي فقدت قدمها بقصف للنظام بالبراميل المتفجرة على بلدة الغارية الغربية شرقي درعا في الرابع من حزيران عام 2017، كما أسفر القصف حينذاك عن مقتل والدتها سعاد العبود وامرأة أخرى.
يشار إلى أنَّ السوريين سطروا نجاحات عديدة في شتى المجالات لا سيّما الطلاب في جامعات تركيا وأوروبا إذ حصل الكثير منهم على المراتب الأولى، متفوقين على نظرائهم رغم اختلاف اللغات والمجتمعات وظروف اللجوء الصعبة.
عذراً التعليقات مغلقة