تواصلت التحركات الاحتجاجية في إيران يوم الخميس مع إحياء أربعينية أشخاص قتلوا في حملة القمع الدامية، في الوقت الذي طالبت فيه الخارجية الألمانية رعاياها بمغادرة البلاد محذرة من مخاطر “الاعتقال التعسفي”.
وتشهد إيران موجة احتجاجات من بين الأوسع منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تفجرت إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر عقب توقيفها لدى شرطة الأخلاق.
ورد النظام بقيادة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي (83 عاما) بحملة قمع أوقعت أكثر من 170 قتيلا وفق منظمة غير حكومية، ناهيك عن آلاف الموقوفين تم توجيه الاتهام لألف منهم.
ويواجه المتهمون في حال إدانتهم عقوبات تصل إلى الإعدام، وفق نشطاء.
وفي حين لا ترد مؤشرات تدل على أن الحركة آخذة في الانحسار، تشكل مراسم أربعينية القتلى مناسبات لانطلاق احتجاجات جديدة.
وأفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” ومقرها النرويج بمشاركة عدد من الأشخاص في كرج الواقعة إلى غرب طهران في أربعينية الناشطة حديث نجفي، التي يقول نشطاء إنها قتلت بيد عناصر من الشرطة في أيلول/سبتمبر.
وقطعت الشرطة الطريق السريع المؤدي إلى المقبرة في محاولة لمنع حشد أكبر من المشاركة في المراسم، وفق ما أكدت المنظمة غير الحكومية.
وأظهر فيديو نشرته المنظمة مشاركين يهتفون “هذا العام هو عام الدم، السيد علي (خامنئي) سيُطاح به”.
ونشر موقع “تصوير 1500” صورا لحشود تجمعت في كرج للمشاركة في مسيرة على طريق سريع وقد سجلت صدامات بين المحتجين والشرطة.
وأفاد الموقع بأن قوات الأمن فتحت النار على محتجين. ونشر الموقع تسجيل فيديو يظهر عددا من المتظاهرين وهم يرشقون سيارة للشرطة بالحجارة، فيما عمد آخرون لإحراق مستوعبات نفايات ومركزا للشرطة.
مقتل عنصر من “الباسيج”
وقتل عنصر في ميليشيا “الباسيج” شبه العسكرية وأصيب 10 شرطيين الخميس خلال مواجهات عنيفة مع متظاهرين غرب طهران، وفقا لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” التي أشارت إلى أن 500 شخص شاركوا في “أعمال الشغب” هذه.
وأوردت وكالة “فارس” أن العنصر البالغ 24 عاما تعرض للطعن، وأشارت إلى أن جثته كانت مرمية عارية على قارعة الطريق.
ونظمت مراسم ذكرى أربعين أخرى في عدد من المدن لا سيما أراك في وسط إيران حيث أفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” بأن الحشود هتفت “حرية!” تكريما لمهرشاد شهيدي الذي قتل خلال قمع الاحتجاجات.
وفي أصفهان من المقرر أن تقام الجمعة أربعينية شيرين علي زاده (36 عاما) التي قتلت برصاصة أطلقها عنصر في “الباسيج” خلال تصويرها عملية قمع في شمال شرق إيران، وفق ما أكدت الباحثة المتخصصة بشؤون إيران في منظمة “العفو الدولية” راحة بحريني لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت بحريني إن السلطات حذرت أقارب الضحايا من تنظيم مراسم الأربعيني خشية أن تتحول إلى مظاهرات.
كما أطلق كثر هتافات مناهضة للحكومة في مسيرة تكريمية لمهسا موكو في فولادشار، في ضواحي مدينة أصفهان، وفق “تصوير 1500”.
وتتهم السلطات الغرب بتأجيج هذه الحركة الاحتجاجية.
وبدأت السبت في طهران محاكمة خمسة رجال متهمين بارتكاب مخالفات خلال المظاهرات تصل عقوباتها إلى الإعدام، فيما ندد نشطاء بمحاكمات صورية، وقال هادي قائمي مدير “مركز حقوق الإنسان في إيران” ومقره نيويورك إن المحاكمات ترمي إلى “ترهيب الإيرانيين وإسكاتهم”.
ألمانيا تطلب من رعاياها مغادرة إيران وتحذر من الاعتقال التعسفي
ناشدت الحكومة الألمانية مواطنيها مغادرة إيران في ظل الإجراءات العنيفة التي يتم اتخاذها ضد الاحتجاجات المنتقدة للنظام هناك. وحدثت وزارة الخارجية الألمانية يوم الخميس تعليماتها بشأن الوضع الأمني لإيران وكتبت على موقعها الالكتروني “الخطر الملموس بالنسبة للمواطنين الألمان يتمثل في التعرض للاعتقال التعسفي أو الاستجواب أو الحكم بالسجن لمدد طويلة”.
وركز التحذير بشكل خاص، على أن “مزدوجي الجنسية الذين يحملون الجنسية الإيرانية إلى جانب الجنسية الألمانية” عرضة بشكل خاص للخطر.
وأشارت التعليمات إلى عدد كبير من الاعتقالات التعسفية لمواطنين أجانب مؤخرا. وشددت الخارجية على ضرورة تجنب المظاهرات والتجمعات بالنسبة للمقيمين في إيران، مشيرة إلى أن التقييد على خدمات الاتصالات قد يستمر.
Sorry Comments are closed