قالت روسيا اليوم الأربعاء إنها ستستأنف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقرار الروسي.
وداء قرار روسيا بعد تعليقها مشاركتها بالاتفاق في مطلع الأسبوع في خطوة هددت بتفاقم الجوع على مستوى العالم. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تلقت ضمانات مكتوبة من كييف بعدم استخدام ممر الحبوب بالبحر الأسود في العمليات العسكرية ضد روسيا. وجاء في بيان الوزارة “الاتحاد الروسي يرى أن الضمانات التي تلقاها في الوقت الحالي كافية على ما يبدو وسيستأنف تنفيذ الاتفاق”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بأن الاتفاق الذي أبرم في 22 يوليو/ تموز بوساطة تركيا والأمم المتحدة سيستأنف اعتبارا من منتصف يوم الأربعاء. وأضاف أردوغان “نقل الحبوب سيستمر حسب المتفق اعتبارا من الساعة 1200 ظهرا اليوم”.
وبدوره رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان صادر عن متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بإعلان الاتحاد الروسي استئناف مشاركته في تنفيذ اتفاق إسطنبول لتيسير الملاحة الآمنة لصادرات الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا.
وأوضح المتحدث الأممي أن غوتيريش “ممتن للجهود الدبلوماسية التي تبذلها تركيا، ويشكر منسق الأمم المتحدة، أمير عبد الله، وأعضاء فريقه على عملهم لإبقاء خط الإمداد الغذائي الحيوي مفتوحا”، حسب البيان.
وأكد دوجاريك “مواصلة الأمين العام الانخراط مع جميع الجهات الفاعلة من أجل تجديد المبادرة وتنفيذها بالكامل، والتزامه بإزالة العقبات المتبقية أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية”.
وعلقت روسيا مشاركتها في الاتفاق مطلع الأسبوع، قائلة إنها لا تستطيع ضمان سلامة السفن المدنية التي تعبر البحر الأسود بسبب هجوم على أسطولها هناك. وقالت أوكرانيا إن هذه ذريعة كاذبة. وقالت مصادر معنية بصادرات الحبوب إن السفن واصلت نقل الحبوب الأوكرانية عبر الممر على الرغم من التعليق، لكن ليس من المرجح أن يستمر ذلك لفترة طويلة لأن شركات التأمين لم تصدر عقودا جديدة بسبب قرار روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إنه ينبغي على العالم الرد بحزم على أي محاولات روسية لتعطيل ممر تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، والذي أغلق بعد غزو موسكولأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط. وفاقم الحصار الروسي أزمة نقص الغذاء وارتفاع تكلفة المعيشة في الكثير من البلدان، نظرا لأن أوكرانيا واحدة من أكبر موردي الحبوب والبذور التي تستخرج منها الزيوت في العالم.
وفي كلمة عبر الفيديو في وقت متأخر مساء أمس الثلاثاء، قال زيلينسكي إن السفن لا تزال تنطلق من الموانئ الأوكرانية محملة بالشحنات بفضل جهود تركيا والولايات المتحدة. وقال زيلينسكي “لكن هناك حاجة إلى دفاع قوي وطويل الأمد عن ممر الحبوب”. وأضاف “يجب أن تدرك روسيا بوضوح أنها ستواجه ردا عالميا قاسيا حال اتخاذ أي خطوات لتعطيل صادراتنا الغذائية … من الواضح أن الأمر هنا يمس حياة عشرات الملايين”.
ويهدف اتفاق الحبوب إلى المساعدة في تجنب المجاعة في البلدان الأشد فقرا عبر ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة في الأسواق العالمية وتخفيف حدة ارتفاع الأسعار. ويستهدف الاتفاق العودة إلى مستوى ما قبل الحرب بتصدير خمسة ملايين طن متري من أوكرانيا كل شهر.
عذراً التعليقات مغلقة