شنت روسيا ضربة صاروخية على عدة مناطق أوكرانية، بينها منطقة شيفشينكيفسكي بوسط العاصمة كييف، ومدن لفيف وترنوبل ودنيبرو اليوم الإثنين بعد أن اتهمت روسيا أوكرانيا بتدبير انفجار قوي ألحق أضرارًا بجسر رئيسي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، فيما دعت الرئاسة الأوكرانية المواطنين إلى “البقاء في الملاجئ”.
وقال مستشار وزير الشؤون الداخلية الأوكراني روستيسلاف سميرنوف اليوم الإثنين على فيسبوك إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 24 في قصف روسي على منطقة شيفشينكيفسكي بالعاصمة. 6 سيارات شبت بها النيران، ولحقت أضرار بأكثر من 15 سيارة”.
من جهته أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هناك قتلى وجرحى في انفجارات هزت مدنًا في أنحاء أوكرانيا اليوم الإثنين واتهم روسيا بمحاولة محو بلاده “من على وجه الأرض”. وأضاف عبر تطبيق المراسلة تلغرام: “إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض… تدمير مواطنينا الذين ينامون في منازلهم في (مدينة) زابوريجيا. قتل الأشخاص الذين يذهبون للعمل في دنيبرو وكييف”. ومضى يقول: “صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا. هناك صواريخ تسقط. للأسف هناك قتلى وجرحى”.
من جانبه قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت بلاده اليوم الإثنين تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين “إرهابي يتحدث بالصواريخ”. وأضاف على تويتر: “تعرضت أوكرانيا لعدة ضربات صاروخية. أسلوب بوتين الوحيد هو الإرهاب في المدن الأوكرانية المسالمة، لكنه لن يكسر أوكرانيا. وهذا أيضا رده على كل الساعين إلى التهدئة الذين يريدون التحدث معه عن السلام. بوتين إرهابي يتحدث بالصواريخ “.
إدانات دولية للقصف الروسي
وقد أعلنت برلين بأن قادة دول مجموعة السبع والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي سيجرون محادثات طارئة الثلاثاء لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس لزيلنسكي “تضامن ألمانيا ودول مجموعة السبع الأخرى” مع بلاده، في حين ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أنه تحدّث إلى المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين وطالبهما برد قوي على موسكو بعدما طالت ضربات روسية مدنًا في أنحاء بلاده. وقال زيلنسكي في سلسلة تغريدات إنه ناقش مع شولتس “تكثيف الضغط” على روسيا بينما تحدّث مع ماكرون عن “تعزيز دفاعاتنا الجوية والحاجة إلى رد أوروبي ودولي قاس وإلى زيادة الضغط على روسيا الاتحادية”.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “قلقه البالغ” حيال الضربات الروسية على أوكرانيا الإثنين، وذلك خلال اتصال مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بينما تعهّد بأن باريس ستزيد دعمها العسكري لكييف. وجاء في بيان صدر عن مكتب ماكرون أن “الرئيس تحدّث عن قلقه البالغ حيال الضربات التي أودت بضحايا مدنيين … وأكد على دعمه التام والكامل للرئيس زيلينسكي والتزام فرنسا زيادة دعمها لأوكرانيا، بما يتوافق مع الاحتياجات التي عبرت عنها كييف، بما في ذلك في مجال المعدات العسكرية”.
من جهته عبر مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “صدمته العميقة” حيال الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت كييف ومدنًا أوكرانية أخرى اليوم الإثنين.
وقال بوريل على تويتر: “لا مكان لهذا النوع من الأعمال في القرن الـ21. أدينها بأشد العبارات”، وتابع: “نقف إلى جانب أوكرانيا. المزيد من الدعم العسكري في طريقه من الاتحاد الأوروبي”، في إشارة على ما يبدو إلى حزمة تمويل عسكري جديدة يستعد التكتل للاتفاق عليها.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن الضربات الصاروخية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى “غير مقبولة”. وقال على تويتر “إنها تعبير عن ضعف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لا قوته”، مضيفًا أنه اتصل بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا.
من جانبه وصف وزير الخارجية البولندي زبينيو راو الضربات الصاروخية الروسية التي استهدفت أوكرانيا الإثنين بـ”جريمة حرب”. وقال على تويتر إن قصف “المدن والمدنيين فعل همجي وجريمة حرب. لا يمكن لروسيا الانتصار في هذه الحرب. نقف خلفك أوكرانيا”.
وأعلنت مولدافيا الإثنين أن صواريخ كروز أطلقتها القوات الروسية على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات. وقال وزير خارجية مولدافيا نيكو بوبيسكو على تويتر إن “ثلاثة صواريخ كروز أُطلقت باتّجاه أوكرانيا صباح اليوم من سفن روسية في البحر الأسود عبرت المجال الجوي لمولدافيا”. وأضاف “أمرت باستدعاء السفير الروسي لتقديم توضيحات”.
وكان الكرملين أعلن أن وابل الصواريخ التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا جاءت في إطار ما تصفها موسكو بـ”عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “يندرج كل ذلك في إطار العملية العسكرية الخاصة ويجب التماس جميع الإجابات من وزارة الدفاع”.
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين إن نفذت “أعمالًا إرهابية” ضد روسيا وتعهد “برد قاس” عليها. وقال في تصريحات تلفزيونية إن موسكو شنت هجمات بصواريخ طويلة المدى على البنية التحتية الأوكرانية في مجالات الطاقة والاتصالات والدفاع صباح اليوم، ردًا على هجوم في مطلع الأسبوع على جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
عذراً التعليقات مغلقة