تعرَّض الرائد المنشق عن ميليشيات نظام الأسد، مصطفى العيسى، لاعتداء جسدي مبرح تسبب بكسر رجله وجروح عدة في جسمه، من قبل عناصر تابعين لـ “أمنية الجبهة الشامية” عليه في مدينة عفرين شمال محافظة حلب شمالي سوريا.
ونشر العيسى العامل في فصيل “السلطان مراد” عبر صفحته في فيسبوك باسم “مصطفى أبو محمد” أمس الاثنين، صوراً تُظهر تعرضه لإصابات بليغة في اليد والرجل، بالإضافة لإصابات سابقة كان قد تعرض لها ولم تبرأ بعد.
كما وجّه العيسى رسالة إلى وزير الدفاع والشرطة العسكرية وقادة الفصائل قائلاً: إنّه سينشق عن مؤسسات الثورة التي دعاها بالوهمية ريثما يتم إنصافه ومحاسبة ما أسماهم بالشبيحة الذين ارتكبوا هذا الجرم. حسب قوله.
وبعدها، نشر صورته في المستشفى، مشيراً إلى زيارته من قبل وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة العقيد حسن حمادة، إضافة إلى زيارة قادة “الجبهة الشامية” مع وفد من “السلطان مراد” ورئيس فرع الشرطة العسكرية بعفرين مع كادر الفرع، وجميعهم وعدوه بمحاسبة المعتدين عليه.
واستدرك، أنَّه تفاجأ بعد مرور 13 يوماً أنَّهم عاجزون عن محاسبة هؤلاء المعتدين، مضيفاً: “لذلك لا يسعني إلا أن أقول لهم جمعياً سوف آخذ حقي بيدي وعن طريق أهل محافظتي كوني من إدلب ومن أول الثوار المنشقين وأعلن عن انضمامي لقانون الغاب القوي يأكل الضعيف السائد عند القيادات في الشمال”. حسب وصفه.
وفي ذات السياق، توجّه عيسى بسؤال لقيادات الشامية: “عندما قاتلت بصلاح الدين بشهر رمضان وكنت على الخط رقم 10 وكلشي قاتل بصلاح الدين بيعرف شو الخط 10والخط 11 (…) ولما ضربنا بنايات الروس بالحمدانية بالهاون، ولما استشهد ابن عمي.. وين كانت عناصركن الي اعتدت علي وعم ترفضوا هلق تسلموها للقضاء”.
وعن سبب الاعتداء، أوضح محمد علي شوشة، وهو صاحب محل في المنطقة الصناعية بمدينة عفرين في منشور على صفحته في فيسبوك، أنَّ الحادثة وقعت في السابع من الشهر الجاري عندما كان الضابط مصطفى العيسى في محله، إذ داهمهم أربعة أشخاص بلباس مدني أحدهم مسلّح وملثم الوجه بزي عسكري، قالوا يريدون اعتقال صهر شوشة بذريعة عدم تسديده مبلغ 50 دولاراً.
ورغم محاولتهم حلّ المشكلة بدفع المبلغ إلا أنَّ العناصر أصروا على اقتياد الشاب الذي أبلغهم بأنه عسكري لدى الجيش الوطني، ورغم تدخل الرائد مصطفى عيسى، إلا أنَّ العناصر استهزؤوا منه، فطلب العيسى حضور الشرطة العسكرية إلى المكان لأن اعتقال العسكريين ليس من اختصاص الشرطة المدنية ما أثار غضب الملثم الذي بدأ بالشتم، ثم رجع إلى الوراء وأطلق الرصاص بين أرجل الموجودين لتخويفهم.
وتطورت الحادثة لمجيء ثلاث سيارات أمام المحل ونزل منها مجموعة من المسلحين الذين انهالوا بضرب وشتم جميع الموجودين بما فيهم الضابط العيسى وحاولوا اعتقاله، لكن دورية الشرطة العسكرية ساعدت في تخليص الضابط وباقي الموجودين من بين أيدي العناصر الذين يدعون أنهم من أمنية “كاوا” ونقلهم إلى المستشفى.
من جانبه، أوضح الأمني العام لحركة “عزم” بأن المجموعة التي اعتدت على الضابط مصطفى العيسى والموجودين داخل محل محمد شوشة ليس لأفرادها أيّ صفة أمنية في المنطقة.
وكان مصطفى العيسى انشق عن ميليشيات الأسد حين كان برتبة نقيب، انحيازاً للثورة السورية ورفضاً لقتل الشعب السوري قبل عشرة أعوام، وشارك بمعارك واسعة ضد الميليشيات، ولا سيما معارك أحياء حلب الشرقية حتى نهاية عام 2016، وتعرض لإصابة حربية سابقة في المعارك.
Sorry Comments are closed