أيُّها القبرُ اشتقتُ إليك
أرجوكَ لا تقسو عليّ بضمَّتك
فقد قستْ الدنيا عليَّ بما يكفي..
أيّها البيتُ المنتظر
فيكَ سأرقدُ ما شاءَ اللهُ في حياتي البرزخية التي أرجو من الله أن يفتح لي فيها باباً من الجنة لأشمَّ رائحتَها العطريَّة المنعشة، رائحةٌ فواحةٌ ذات نشوى خمرٍ وأظلُّ سكرى فرَح..
الجميلُ فيكَ أنِّي سأكونُ وحيدةً بمفردي لا أحد يزعجني لا أحد يؤرقني لا أحد يهدِّدني لا أحد يرعبني لا أحد يبكيني.. لا أحد لا أحد… رغمَ العيش مع وحدتي الحاليَّة قبل أنْ أرقدَ في داخلك بسلام… لا تقلقْ أنا لا أختلفُ عن الميت سوى بذكر الله..
الجميعُ ينظرُ إليَّ كـ “مزهرية ورود” لا يريدون منِّي أن أذبلَ رغمَ الجفاف.. ممنوع التعبير وإحداث الصَّخب.. فقط يريدون رؤية جمالي وصلابتي.. وحتى الورداتُ لا تحتاج لسقيا ماء فهي تفرزُ قطراتِ النَّدى ذاتياً لتحافظَ على رونقِها اللامع ورائحتِها الزَّكية..
يتوجبُ عليَّ أن أستوعبَ بعقلي الذي ينعتوني دائماً بكبره، جميعَ أخطاءِ غيري، مهما أسقطوا من ورقاتِ ورودي.. يتوجبُ عليَّ احتواؤهم بقلبي المكسور.. كـ زجاجة ساعة حائط في بيتٍ مهجورٍ بقيتْ عقاربُها تمشي رغمَ تشظّي بَلورِهَا المكسور..
عذراً التعليقات مغلقة