ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24 شهيداً، بينهم 6 أطفال وسيدة ومسنة، اليوم السبت، في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنه اغتال خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في حركة الجهاد الإسلامي وأحد أبرز قادتها ، وذلك بعد اغتيال تيسير الجعبري، القيادي أيضا في الحركة أمس الجمعة.
وكان بيان لجيش العدو الإسرائيلي أكد أنه يستعد لشن غارات لمدة “أسبوع” في قطاع غزة حيث يصعد ضرباته ضد حركة الجهاد الإسلامي، وأعلنت السلطات الصحية في غزة أن 24 شخصاً قتلوا في قصف العدو الإسرائيلي، بينهم فتاة 6 أطفال وسيدتان، بينما أصيب 125 أخرين بجروح.
وبدأ العدوان الإسرائيلي على غزة عصر أمس باستهداف القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري في ضربة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في غزة بدعوى تخطيطه لعمليات ضد إسرائيل. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن القصف الإسرائيلي كان بمثابة “إعلان حرب” قبل أن تطلق وابلًا من الصواريخ باتّجاه إسرائيل.
وتواصل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الإسرائيلي من جهة أخرى اليوم السبت، ما يثير المخاوف من احتمال تكرار حرب أيار/مايو 2021 التي استمرت 11 يومًا وراح ضحيتها 260 شخصًا في الجانب الفلسطيني في مقابل 14 شخصًا في الجانب الإسرائيلي، وأدت إلى دمار كبير في غزة بينما أجبرت العديد من الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ.
ولأول مرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي أطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب، فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحفي مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على المدينة.
واجتاز أحد الصواريخ التي أطلقت ضمن الرشقة الأخيرة المكثفة دفاعات القبة الحديدة، وسقط في ساحة مصنع في “سديروت” مسبّبًا أضرارًا مادية.
وهذا هو رابع سقوط صاروخي في مناطق حيوية اليوم، بعد أن اجتاز صاروخان القبة الحديدية في عسقلان، بينما أصاب آخر منزلًا في مستوطنة “سديروت”، من دون تسجيل إصابات بشرية.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد 350 عملية إطلاق صاروخي من قطاع غزة، عبر منها 227 صاروخاً إلى داخل الأراضي المحتلة، 160 منها تم اعتراضها بواسطة القبة الحديدية، و29 صاروخا سقطت في البحر، وفق زعمه.
إدانات عربية ودعوات دولية لوقف التصعيد
وعلى صعيد ردود الأفعال العربية، أدانت دول عربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيانات متفرقة، السبت، العملية العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ضد حركة “الجهاد الإسلامي”.
وعبّرت الخارجية الليبية، عن إدانتها واستنكارها الشديدين “للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحي بينهم نساء وأطفال”.
وطالبت “المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف التصعيد وتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية إزاء الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له”.
من جانبها، شددت الخارجية القطرية، على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المدنيين، لا سيما النساء والأطفال”.
فيما طالبت الخارجية الأردنية، بضرورة “الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي المدان على قطاع غزة”.
من جهتها، أفادت الخارجية التونسية، بـ”ضرورة توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني والتصدي لجرائم المحتل ومنعه من التصرف كقوة فوق المحاسبة وفوق المواثيق الأممية”.
بينما اعتبرت خارجية الجزائر، أن الغارات الإسرائيلية علة القطاع، بمثابة “خرق واضح وجلي لجميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة”، مدينةً بشدة هذا “العدوان الغاشم”.
بدورها، دانت منظمة التعاون الإسلامي، “بشدة العدوان العسكري الغاشم الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة”.
واعتبرت أن “ذلك استمراراً لجرائم إسرائيل، قوة الاحتلال، وانتهاكاتها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
في السياق، أدان البرلمان العربي، “العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهداف المدنيين العزل”.
وحمل البرلمان العربي، في بيان، إسرائيل “تبعات هذا التصعيد الخطير ضد الشعب الفلسطيني”.
واعتبر أن “قصف الطائرات أهدافا مدنية بقطاع غزة، تحدٍّ صارخ للقانون الدولي وانتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات والمبادئ الدولية”.
ودعا البرلمان العربي، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذا التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الدولي، عبر بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم السبت عن قلق الاتحاد من أعمال العنف في قطاع غزة ودعا جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب نشوب نزاع أوسع.
وأكد بيتر ستانو في بيان أن “هذه الأحداث الأخيرة تؤكد من جديد على ضرورة إحياء أفق سياسي وضمان وضع مستدام في غزة”.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم السبت إنها تدعم حقّ إسرائيل “بالدفاع عن نفسها”، داعيةً إلى “نهاية سريعة للعنف”.
من جهتها أعربت روسيا عن “قلقها البالغ” إزاء التصعيد الجديد. وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلًا في غزة”.
Sorry Comments are closed