تستمر قوات نظام الأسد والقوات الروسية، في التصعيد العسكري في المناطق الخارجة عن سيطرتهما شمال وشمال غربي سوريا، موقعة قتلى وجرحى، بينما تشهد محافظة السويداء جنوباً هدوءاً نسبياً، حيث أعلن نجل مؤسس حركة رجال الكرامة وحيد البلعوس، إطلاق سراح ستة أسرى من مجموعة «الفجر» التابعة للأمن العسكري، وتسليمهم لذويهم، وذلك بعد القضاء على ميليشيات «الفجر» التابعة للأمن العسكري في المنطقة.
نائب مدير الدفاع المدني السوري، منير المصطفى، قال إن قوات النظام وروسيا، قصفت الثلاثاء، المناطق السكنية في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي، مستهدفين منازل المدنيين وآلياتهم وممتلكاتهم، حيث خلف القصف قتلى وجرحى، فضلاً عن الخسائر المادية. كما جرح «مزارع جراء استهداف قوات النظام وروسيا بصاروخ حراري سيارته أثناء عمله في مزرعته بالقرب من بلدة البارة جنوبي إدلب» وهي الحادثة الخامسة من نوعها في ريف إدلب في غضون الأيام العشر الأخيرة.
البلعوس يبرر تصفية الأسرى: متورطون بقتل عدة أشخاص ومسؤولية دمائهم يجب أن تتحملها جميع العائلات في الجبل
وأضاف المسؤول لدى منظمة الخوذ البيضاء في تصريح لـ «القدس العربي» أن «قوات النظام وروسيا تستمر في تصعيدها بهدف نشر الذعر بين الأهالي وفرض حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، إذ استهدفت اليوم بصاروخ حراري موجه مزارعاً يعمل في أرضه قرب بلدة البارة جنوبي إدلب، كما استهدفت بقصف أطراف قرى مجدليا والفطيرة والبارة وبينين والرويحة في الريف نفسه». وقال: «استجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي نهاية شهر تموز لأكثر من 230 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهم أدت لمقتل 35 مدنياً بينهم 14 طفلاً وإصابة 67 آخرين بينهم 24 طفلاً».
وتشكل الهجمات المستمرة لنظام الأسد وحليفه الروسي خطراً كبيراً على حياة المدنيين وتزيد من معاناتهم وتمنع آلاف العائلات من العودة إلى قراهم وبلداتهم، لاسيما في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، كما أن استمرار التصعيد بهذه الوتيرة ينذر بمزيد من المآسي التي يعيشها المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا وكارثة إنسانية تلوح بالأفق تعمق فجوة الاحتياجات اللامتناهية في مخيمات النزوح، على المجتمع الدولي التحرك الفوري واتخاذ خطوات جدية في إيقاف القتل في سوريا ومحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم. وطالب المتحدث، المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري واتخاذ خطوات جدية في إيقاف القتل في سوريا ومحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.
في موازاة ذلك، أعلن ليث البلعوس، نجل مؤسس حركة رجال الكرامة وحيد البلعوس، إطلاق سراح ستة أسرى من مجموعة «قوات الفجر» التابعة للأمن العسكري، بقيادة، راجي فلحوط، وذلك على مرحلتين، وتسليمهم لذويهم وأقربائهم، بعدما «تعهدوا التزامهم بعدم الانجرار وراء أصحاب الفتن والمقاصد والمشاريع التي تضرب النسيج الداخلي في الجبل وبأن يكونوا مع أهلهم في حفظ كرامتهم وأرضهم وعرضهم». وقال البلعوس، في تصوير مرئي، من بلدة المزرعة بالريف الغربي، أمام أهالي الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم: إن اقتلاع عصابة راجي فلحوط، هو اجتثاث للتمدد الإيراني في المنطقة.
وهاجم كل من استنكر عملية تصفية الأسرى التي حصلت على دوار المشنقة، قبل يومين، معتبراً أن الذين تمت تصفيتهم، متورطون بالدماء، ومسؤولون عن قتل عدة أشخاص. وقال إن مسؤولية دمائهم يجب أن تتحملها جميع العائلات في الجبل.
ووفق المتحدث باسم شبكة «أخبار السويداء 24» فإن البلعوس «لا ينتمي إلى حركة رجال الكرامة، التي أعلنت في بيان رسمي عام 2016، إبعاده عن الحركة. وتنتقل بعدها بين عدة فصائل، منها قوات شيخ الكرامة، ثم الشريان الواحد، وصولاً إلى قوة مكافحة الإرهاب، التي أعلن انسحابه منها أيضاً، مؤسساً مجموعة محلية، باسم رجال الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، في بلدة المزرعة، بريف السويداء الغربي».
وشارك مع مجموعته، في اقتحام مقر راجي فلحوط، ببلدة سليم، الأسبوع الماضي، إلى جانب الفصائل والمجموعات المحلية، التي انتفضت ضد إذلال ممنهج، حاولت المجموعة الأمنية، فرضه على أهالي المحافظة. وأسفرت المواجهات التي شهدتها السويداء الأسبوع الماضي، عن مقتل 23 شخصاَ، وإصابة 35 آخرين، حسب مديرية الصحة، في حين أسرت مجموعات مختلفة، هاجمت مقرات العصابة الأمنية، حوالي 20 مسلحاً، قسم منهم تم إطلاق سراحهم، بعد تحقيق معهم، واثنين تم تسليمهما للنيابة العامة في مدينة شهبا، بالإضافة إلى 7 تمت تصفيتهم، يومي الجمعة، والاثنين، عند دوار المشنقة، ما أثار ردود فعل متباينة.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية، أن مجهولين ألقوا جثة أحد الأعضاء البارزين لدى مجموعة قوات «الفجر» التي يقودها فلحوط، ووفق المصدر فإن «محمد أبو حمدان، وجد مقتولاً على دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء، بعد ثلاثة أيام من مداهمة فصائل محلية لمنزله، واعتقاله».
وذكرت شبكة «السويداء 24» أن أبو حمدان، احتجز من قبل مجموعة من آل نعيم، وآل جربوع، على خلفية اتهامه بقتل الشابين سلطان نعيم، ومجد جربوع. وبذلك ارتفع عدد الأسرى الذين تمت تصفيتهم، من قوات الفجر إلى 7 قتلى، بعد تصفية 6 آخرين، يوم الجمعة الماضي.
في موازاة ذلك، أحصت منظمة «منسقو استجابة سوريا»، في بيان لها، الاستجابة الإنسانية التي قدمتها المنظمات العاملة لقاطني المخيمات في شمال غرب سوريا، إضافة إلى الحرائق التي اندلعت في خيام النازحين خلال تموز/ يوليو الماضي. وقالت المنظمة في بيانها، إن نسبة الاستجابة الإنسانية خلال الشهر الماضي، ضمن المخيمات (وتشمل التوزيعات الدورية وتعويض الأضرار السابقة)، بلغت نسبة 35 في المئة ضمن قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، و23 في المئة ضمن قطاع المياه والإصحاح، و30 في المئة ضمن قطاع الصحة والتغذية.
وحسب البيان، فإن نسبة استجابة المنظمات بلغت أيضاً ضمن قطاع الموارد غير الغذائية، نسبة 38 في المئة، و40 في المئة ضمن قطاع المأوى (تأمين الخيم للمخيمات العشوائية)، و30 في المئة ضمن قطاع التعليم، و34 في المئة ضمن قطاع الحماية. ووثّقت المنظمة، اندلاع 12 حريقا ضمن المخيمات المنتشرة في شمال غرب سوريا، والتي تسببت بأضرار مادية ضمن 17 خيمة، نتج عنها إصابة طفلان وسيدة. ولم تسجل المنظمة إصابة أي شخص بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» خلال تموز الماضي ضمن المخيمات آنفة الذكر.
ولفتت المنظمة إلى أن أكثر من 38 في المئة من السكان المدنيين ضمن المخيمات تعتمد على وجبة طعام واحدة يومياً، في حين يحصل 53 في المئة من العائلات على وجبتين يومياً.
وأشارت إلى أن نسبة استهلاك المياه بلغت 25 لتر يومياً، أما الأطفال فلا يتجاوز 15 لتر وهي أقل من الحدود الدنيا عالمياً، في حين تعتمد 79 في المئة من العائلات على المساعدات الإنسانية فقط لتأمين الاحتياجات، بينما يوجد لدى باقي العائلات شخص واحد يعمل ضمن الحدود الدنيا للأجور. وأكّدت المنظمة، أن زيادة نسبة الاحتياجات الإنسانية في مختلف القطاعات بلغت مقدار 11.3 في المئة عن الشهر السابق قوبلت أيضاً بنقص الاستجابة الإنسانية بنسبة 7.4 في المئة.
Sorry Comments are closed