اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” الأسبق، ديفيد بترايوس، في تصريحات لقناة الحرة أن مقتل زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، “ضربة كبيرة” وعبر عن قلق من تزايد نفوذ “داعش” في أفغانستان.
وقال بترايوس إن الغارة التي استهدفت الظواهري في كابل هي “ضربة كبيرة ضد شخص كان العقل المدبر لواحدة من أكثر هجمات “القاعدة” وحشية (هجمات سبتمبر 2001)، وكذلك الهجوم على السفارتين في أفريقيا والمدمرة كول وهجمات أخرى”.
وحول تصريحات الرئيس الأميركي، جون بايدن، بشأن إمكانية مكافحة الإرهاب دون الدخول في حروب مباشرة، قال رئيس “سي آي إيه” الأسبق للحرة إنه يعتقد بإمكانية القيام بعمليات من الأفق من مسافات بعيدة والتحليق فوق مناطق تخضع للمراقبة لمعرفة الأهداف الخطيرة”، وهو ما حدث مع الظواهري حيث تم مراقبة نمط حياته “من أجل تحقيق العدالة”.
وقال إن إجراءات مكافحة الإرهاب “لا تنهي الحرب على الإرهاب” إلا أن ما حدث للظواهري “ضربة هامة وتبرهن على قدرتنا على الوصول والقيام بعمليات.. هذا نجاح لمنظومة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب”.
وأشار إلى أن حركة طالبان “لم تحترم التزاماتها بموجب اتفاق الدوحة وتصريحاتهم العامة بشأن مكافحة التشدد”، مشيرا إلى أن جماعة حقاني وفرت الملجأ السكني لعائلة الظواهري.
وقال إن هذا يبعث على القلق بالنظر إلى التعهدات بعدم حدوث ذلك، وأضاف: “نعرف منذ زمن الصلة القوية بين طالبان والقاعدة. هي وفرت ملجأ لمخططي هجمات 11 سبتمبر لذلك تخلصنا منهم، والآن سمحوا للظواهري بالعودة”.
وأكد أنه تم إضعاف “القاعدة” و”داعش” إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى التخلص من قادة كبار مثل أسامة بن لادن، وأبو بكر البغدادي، والظواهري، وغيرهم، لكن هذا لا يعني أن “التشدد تم التخلص منه”.
وعبر عن قلقه من تنامي نفوذ “داعش خراسان” في أفغانستان وباكستان، حيث نفذ ضربات للوصول إلى الحرب الأهلية.
وقال إن “داعش” في أفغانستان أكثر خطورة وهذا “يعني ضرورة تركيز الكثير من الموارد والقيام بعمليات” ضد “داعش” وفلول “القاعدة”.
وعن خليفة الظواهري المحتمل، قال إن هناك الكثير من التكهنات، لكنه أشار إلى “سيف العدل” الذي يقع تحت الإقامة الجبرية في إيران و”لديه دراية كبيرة بالتنظيم”.
لكنه لا يري أن هناك أي شخص يضاهي مؤسسي التنظيم، أسامة بن لادن والظواهري، وهما “شخصيتان بارزتان في عالم التشدد ولا يمكن تعويضهما، ولكن كما علمنا من جماعات متشددة أخرى عندما يحل شخص مكان القائد هذا يضعف القيادة”.
ورغم ذلك، يرى أن فكرة القيادة المركزية “لم تعد مهمة لآن”، مشيرا إلى أن الظواهري ربما كان ينشر بيانات وتصريحات، لكنه لم يعط تعليمات أو خططا لعمليات مباشرة، فالأمر أصبح أكثر صعوبة الآن نتيجة عمليات الرقابة، والقادة “أصبحوا لامركزيين وشبه مستقلين”.
عذراً التعليقات مغلقة