تعتبر أزمة الخبز في لبنان واحدة من الأزمات القديمة المتجددة التي تعصف بالبلاد. وفي الآونة الأخيرة، تفاقمت بشكل ملحوظ وزادت الطوابير والصدامات بين الزبائن أمام الأفران، وسط أزمة اقتصادية طاحنة ونقص كبير لمخزون القمح منذ انفجار مرفأ بيروت.
وأصبحت ربطة الخبز بمثابة معركة يومية يخوضها المواطن اللبناني، على الرغم من غلاء سعرها وندرتها في الأفران وخفة وزنها وكثرة الحلول الترقيعية التي تقدمها الحكومة بدون أي فائدة لتحسين الوضع الشائك.
أما على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تداول عدد من النشطاء مقاطع فيديو وصور توثق الحالة المزرية التي يعاني منها الشعب اللبناني أمام الأفران التي لم يعد باستطاعتها تلبية كل الطلبات وملء الأيادي الممدودة إليها برغيف خبز.
“طوابير الذل”
ارتفعت الأصوات المنددة بحالة الفقر التي يعيشها الشعب اللبناني، مستنكرة المشاجرات والتلاسن الذي يحصل بين الزبائن لنيل ربطة الخبز.
ووصفت فاطمة عبد الله الصور التي يتم تداولها على مواقع التواصل بـ”المفجعة”، مشيرة إلى انقسام المشهد اللبناني إلى قسمين متناقضين: “السهر والفرح والاحتفال بعودة الحياة، مقابل الذل والجوع والفقر واحتقار الكرامة”.
من جانبه، انتقد عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، صادق علوية، رفع الدعم عن ثمن ربطة الخبز وغياب المراقبة والمحاسبة للجهات المعنية.
وقد كشف وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، أنه سيتم رفع الدعم عن الطحين، ما يعني أن سعر ربطة الخبز قد يصل إلى 30 ألف ليرة لبنانية، لافتا إلى أن الاتفاق مع البنك الدولي هو لإنهاء الدعم عن الطحين.
فيما استنكرت الصحفية اللبنانية جويس الحاج الأزمة الحالية، متمنية أن تعود أيام الحرب لأنها كانت أفضل، على حد تعبيرها.
وقد تقدمت نقابات المخابز والأفران إلى المطالبة بتأمين الحماية الأمنية للأفران لمنع حصول أي صدامات مع المحتشدين، محذرة في بيان لها أنها “لن تستمر بالعمل وسط الفوضى والطوابير التي تمنعها من القيام بدورها دون مشاكل في هذه الفترة الدقيقة التي تمر بها البلاد”.
يذكر أن لبنان يعتمد على استيراد القمح بشكل كامل لصناعة الخبز، ويواجه مستوردو القمح صعوبة في الاستيراد بسبب قصور مصرف لبنان في فتح الاعتمادات.
وتأثر لبنان بشكل كبير بالأزمة الأوكرانية لأنه يستورد أكثر من 70٪ من أوكرانيا، ولم تستطع حكومة ميقاتي حتى الآن إيجاد بدائل رغم الوعود الكثيرة التي تقدمها.
عذراً التعليقات مغلقة