اختتمت اليوم السبت، في السعودية، قمة جدة للأمن والتنمية، التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن و9 قادة عرب.
وقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان الذي ترأس القمة، في كلمة ختامية “نشكر قادة ورؤساء وفود الدول على حضورهم ومشاركتهم الفعالة”، وفق وكالة الأنباء السعودية.
وأكد أن “القمة عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة الأمريكية،”.
وأشار إلى أن القمة “شهدت حرصا على مُواصلة التقدم والتعاون، فيما يُعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات”.
وشارك بايدن القادم الجمعة من زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في القمة، بالإضافة إلى ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء الممثل الخاص لسلطان عمان.
كما شارك عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن واشنطن “لن تتخلى” عن الشرق الأوسط، حيث تلعب منذ عقود دورا سياسيا وعسكريا محوريا، وأنّها ستعتمد رؤية جديدة للمنطقة الاستراتيجية ولن نترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران.
وشدد بايدن على أنّ الولايات المتحدة “لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات”، في إشارة خصوصا إلى إيران التي يتّهمها جيرانها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.
كما جدد الرئيس الأميركي التأكيد على التزام واشنطن بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، مشيداً بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته.
وبدورهم رحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزامها الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادي بأوروبا وأفريقيا والأميركيتين.
العاهل الأردني عبد الله الثاني، أكد أن لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
ولفت إلى أن التعاون الاقتصادي في المنطقة يجب أن يشمل السلطة الوطنية الفلسطينية لضمان نجاح الشراكات الإقليمية.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد أوضح أن حلّ أزمات المنطقة لا يمكن أن يتم بدون تسوية شاملة لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه حان الوقت لوضع حدّ للحروب الأهلية التي أتاحت المجال لبعض الدول للتدخل في شؤون الدول العربية والاعتداء العسكري على أراضيها.
وشدد السيسي على أنه لا مكان للمليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، وعلى داعميها مراجعة حساباتهم، مؤكداً أن لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء.
وشدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن تحقيق الاستقرار في الخليج ضروري للمجتمع الدولي بأسره، مؤكداً موقف بلاده الثابت بتجنيب الشرق الأوسط مخاطر التسلح النووي.
وأكد أمير قطر موقف بلاده الثابت بتجنيب منطقة الخليج مخاطر التسلح النووي، مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مشدداً على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول.
وقال إنّ المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلّب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مؤكداً التطلع إلى دور فعال للولايات المتحدة في الدعوة إلى مفاوضات جادة لتسوية القضية الفلسطينية وفق قرارات الشـرعية الدولية. وحذر: “سيظل أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار قائماً ما لم تتوقف إسرائيل عن ممارساتها وانتهاكاتها القانون الدولي”، مشدداً على أنّه “لا يجوز أن يكون دور العرب تقديم التنازلات ودور إسرائيل التعنت”.
وقال الشيخ تميم: “يجب أن نتفق على قواعد نحترمها جميعاً بحيث توجه عملنا لحل الأزمات في اليمن وليبيا وغيرها من الدول”، مضيفاً: “لا يجوز قبول الأمر الواقع الذي يعني استمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري”.
وهذه أول زيارة يجريها بايدن للسعودية منذ توليه منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، والـ12 لثامن رئيس أمريكي خلال 5 عقود، وهو أول رئيس أمريكي يسافر من إسرائيل إلى مدينة جدة السعودية.
وتأتي الزيارة بعد “توتر” شهدته العلاقات السعودية الأمريكية لاسيما مع وصول بايدن للسلطة، وفق مراقبين، قبل أن يتحدث الأخير عن إعادة توجيه العلاقات مع المملكة.
Sorry Comments are closed