هدد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، مجددا، بوقف إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، مضيفاً أن دخولها على هذا النحو كان “خطوة مؤقتة”.
واعتبر لافرنتييف في تصريحات لتلفزيون سوريا، اليوم الخميس، أن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود “لم تعد تنفع”، مشيراً إلى أن هذه الآلية كانت منذ البداية خطوة مؤقتة في ظل فقدان النظام سيطرته على المدن السورية، وفقاً لتعبيره.
وادعى أن الآلية المثلى لإيصال المساعدات بشكل يتناسب مع القوانين الدولية، هي عن طريق حكومة النظام السوري.
وحول إمكانية استخدام روسيا حق النقض لوقف آلية المساعدات عبر الحدود قال لافرنتييف: “في العام الماضي طلب الغرب منا النظر في إمكانية تمديد الآلية لستة أشهر مقابل حزمة من التدابير لرفع العقوبات عن النظام السوري بما في ذلك إلغاء تجميد الأصول السورية في الخارج وتطبيق عدد من مشاريع إعادة الإعمار المبكر.. لكن لم يتحقق شيء من هذه الاتفاقيات”.
وتابع: “لذلك يبدو أن علينا إيقاف عمل هذه الآلية والبحث عن آليات أخرى لإيصال المساعدات”.
ورأى أن إدخال المساعدات إلى سوريا يجب أن تكون عبر حكومة النظام السوري ثم يتم توزيعها في كل الأراضي السورية بإشراف أممي.
وأشار إلى أن “روسيا كانت تسعى إلى تكثيف عمليات نقل المساعدات عبر خطوط التماس. لكن رغم كل الوعود لتكثيف هذه العمليات فإن عددها خلال عام كامل لم يتجاوز أربع قوافل أي 60 حافلة من دمشق إلى سرمدا وهو رقم قليل بالمقارنة مع آلاف الحافلات التي دخلت إدلب من معبر باب الهوى”.
واعترف بأن روسيا ستواجه ضغطا كبيرا في حال قررت استخدام حق النقض لتعطيل آلية إرسال المساعدات عبر الحدود، قائلاً “سنتهم بكل الكبائر لكننا واثقون بأن المجتمع الدولي سيجد طرقا لتنظيم إيصال المساعدات إلى سوريا بشكل صحيح”، بحسب تصريحاته لتلفزيون سوريا.
وكالات أممية تطالب بتمديد آلية إيصال المساعدات
دعا رؤساء عدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تجديد القرار 2585، القاضي بسماح استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا لمدة 12 شهراً، محذّرين من “غرق السوريين في بؤس أعمق” في حال لم يتم التمديد.
جاء ذلك في بيان وقع عليه منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، والمديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسيل، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ناتاليا كانيم، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، ومدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، ومدير عام المنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو.
ولفت رؤساء الوكالات الأممية الانتباه إلى معاناة أكثر من 3.2 ملايين شخص في شمالي سوريا من انعدام الأمن الغذائي وحاجتهم إلى المساعدات الغذائية، محذّرين من “عواقب إنسانية وخيمة ستترتب على عدم تجديد القرار”.
وأوضحوا أن “الكثير من الأشخاص يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، وعلى وجه الخصوص النازحون”، مشددين على أن “”أولويتنا وهدفنا الوحيد هو إيصال المساعدات الإنسانية للعائلات التي تحتاج إليها بالطريقة الأكثر أماناً ومباشرة وفعالية، بعيداً عن الحسابات أو الأجندات السياسية”.
انتهاء العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود
وينتهي العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والتي أقرها مجلس الأمن الدولي العام الماضي، بتاريخ العاشر من تموز المقبل.
وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 في المئة منذ عام 2019.
Sorry Comments are closed