أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن جيش بلاده تمكن من إلحاق أضرار كبيرة بالقوات المسلحة الروسية رغم الهزيمة التي مني بها الجيش الأوكراني في مدينة ماريوبول الساحلية.
وقال زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية بثت اليوم السبت إن أوكرانيا “كسرت العمود الفقري” للجيش الروسي “ولن يستطيعوا الوقوف على قدميهم في السنوات المقبلة”.
وسبق نشر هذه المقابلة، استسلام آخر دفعة من المدافعين الأوكرانيين عن مدينة ماريوبول وعددهم يتجاوز 2400 شخص ودخولهم في الأسر لدى القوات الروسية.
وأكد زيلينسكي أن كييف ستستعيد كل شيء مشيرا إلى أن العودة إلى خطوط ما قبل الرابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي – يوم الغزو الروسي لأوكرانيا- سَتُعَدُّ انتصارا بالفعل “لأن هذا سيعني أنهم لم يغزوننا وأننا دافعنا عن بلادنا”.
“الدبلوماسية” وحدها ستضع حدا للحرب في أوكرانيا
في الوقت نفسه، اعترف زيلينسكي بأن الطريق نحو تحقيق هذا الأمر صعب للغاية منوها إلى أن إنهاء النزاع سيكون بالدبلوماسية في نهاية المطاف. وقال زيلينسكي خلال المقابلة التلفزيونية: “نهاية النزاع ستكون دبلوماسية” مضيفا “الحرب ستكون دامية، وتتخللها معارك وقتال إلا انها ستنتهي قطعا عبر السبل الدبلوماسية”.
وتابع “ثمة أمور لن نتمكن من تحقيقها إلا حول طاولة المفاوضات. نريد أن يعود كل شيء” كما من قبل، وهو ما “لا تريده روسيا”، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكان أحد مستشاري الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك صرح في وقت سابق أن المحادثات بين موسكو وكييف “متوقفة” مؤكدا “روسيا لا تتحلّى بعنصر رئيسي وهو فهم ما يحدث في العالم حالياً ودورها السلبي جداً”.
وفي اليوم التالي اتهم الكرملين أوكرانيا بـ”الافتقار التام إلى إرادة” التفاوض مع روسيا لوضع حد للحرب الدائرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وعقدت عدة لقاءات بين مفاوضي البلدين من دون تحقيق أي نتيجة ملموسة.
ويعود الاجتماع الأخير بين رئيسي الوفدين فلاديمير ميدينسكي من الجانب الروسي وديفيد أراخاميا عن أوكرانيا، إلى 22 نيسان/أبريل، بحسب وكالات روسية. وبعدما فشلت القوات الروسية في السيطرة على كييف ومنطقتها، ركزت جهودها على شرق أوكرانيا حيث تدور معارك ضارية.
“التفاف” على انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي؟
وعلى صعيد ذي صلة، اعتبر الرئيس الأوكراني السبت أن أي بديل من ترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة “تسوية” مع روسيا، في رده على مشروع “المنظمة السياسية الأوروبية” الذي اقترحه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقده في كييف مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا: “لسنا بحاجة إلى بدائل لترشح أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي ولسنا بحاجة إلى مثل هذه التسويات”.
يبدو أن كلام الرئيس الأوكراني جاء للرد على طرح الرئيس الفرنسي ماكرون مشروع “المنظمة السياسية الأوروبية” أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ (شرق فرنسا)، في خضم مناقشة إطلاق عملية انضمام أوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي منذ 24 شباط/فبراير.
يمها أضح ماكرون أنّ آلية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي قدّمتها كييف، ستستغرق “عقودًا” مقترحًا بالتوازي، إنشاء “منظمة أوروبية جديدة” تنضم إليها أوكرانيا ويمكن أن تشمل بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، أو مولدافيا.
عذراً التعليقات مغلقة