توفي الشاعر العراقي “مظفر النواب” اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 88 عاماً بعد صراع مع المرض، في مستشفى “الشارقة التعليمي” في دولة الإمارات.
وُلد مظفر النواب في العاصمة العراقية بغداد عام 1934، وبدأت موهبته في نظم الشعر تظهر منذ كان في مرحلة الدراسة الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية أخذ بكتابة القصائد ونشرها في مجلة الحائط، وبعد انتهائه من المرحلة الثانوية درس في كلية الآداب في مدينة بغداد.
ورغم أنه سليل عائلة ثرية إلا أنه مر بظروف مادية صعبة في المرحلة الجامعية، وعمل بعد تخرجه كمفتش فني في وزارة التربية في بغداد في عام 1958.
ولأن النواب من حملة الفكر الشيوعي اضطر لمغادرة العراق في عام 1963 إلى إيران، وذلك إثر حملات الاعتقال التي كان يتعرض الشيوعيون واليساريون إبان الانقلاب العسكري الذي قاده حزب البعث العراقي وأطاح بحكم عبد الكريم قاسم.
وفي إيران وقبيل مغادرته إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً، تعرض للاعتقال والتعذيب من قبل المخابرات الإيرانية التي سلمته بدورها إلى السلطات العراقية التي حكمت عليه بالإعدام ثم تم تخفيف الحكم إلى مؤبد، ليقضي عدة سنوات في سجن “نقرة السلمان” الذي حمل اسم الناحية التي يقع فيها والتابعة لمحافظة المثنى، ثم نقل بعدها إلى سجن الحلة المركزي جنوب بغداد.
في عام 1967 تمكن النواب مع مجموعة من معتقلي الرأي من حفر نفق والفرار من السجن، ليتوارى بعدها عن الأنظار، ولم يظهر حتى صدور عفو عن السجناء السياسيين والمعارضين في عام 1969.
وبعد حملات اعتقالات استهدف الشيوعيين، غادر النواب العراق إلى بيروت ليتنقل عقبها بين البلدان العربية، ليستقر به المطاف في دمشق، التي قضى فيها عدة سنوات قبل أنه يعود إلى العراق إبان اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
كرس النواب حياته في نظم القصائد التي اتسمت بالثورية، وتصدى للعديد من الأحداث السياسية، واشتهر بهجائه اللاذع للحكام العرب في معظم قصائده، حيث رفض في إحدى المرات دعوة من “حافظ الأسد”.
ومن أشهر قصائده: الريل وحمد والتي حملت اسم ديوانه، تل الزعتر، في رثاء ناجي العلي، وتريات ليلية، يا قاتلتي، والقدس عروس عروبتكم والعديد من القصائد ضد الأنظمة القمعية العربية.
Sorry Comments are closed