شنت مليشيا الحوثيين اليوم الجمعة سلسلة هجمات على السعودية تسببت إحداها باندلاع حريق هائل في منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو في منطقة ينبع على البحر الأحمر، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من جدة. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بتصاعد دخان أسود كثيف عصر الجمعة من الموقع في جدة. ومساء أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في بيان أنه “تمت السيطرة على الحريق بدون وجود أي إصابات أو خسائر بشرية”.
وتأتي الهجمات عشية الذكرى السنوية السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران. وكانت السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، قد حذّرت الإثنين من مخاطر خفض إنتاجها النفطي غداة هجمات للحوثيين بواسطة صواريخ وطائرات مسيّرة.
وصرح مصدرٌ مسؤولٌ في وزارة الطاقة السعودية أن محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال جدة، تعرضت مساء اليوم، لهجوم بمقذوف صاروخي، كما تعرضت محطة “المختارة” في منطقة جازان، أيضا، لهجوم بمقذوفٍ صاروخي، ولم تترتب على هذه الهجمات، إصابات أو وفيات، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية ( واس).
وقد أعرب المصدر عن إدانة المملكة، الشديدة، لهذه “الاعتداءات التخريبية، التي يمثل تكرار ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، في مناطق مختلفة من المملكة، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية”، متوعدة بالرد ضمن عمليات قوات التحالف العربي والذي تقوده السعودية.
وفي واشنطن نددت الخارجية الأمريكية بالهجمات على السعودية، وقالت جالينا بورتر نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مساء اليوم الجمعة إن واشنطن تندد بهجمات جماعة الحوثي اليمنية على منشآت نفطية بالسعودية وتعتبرها “غير مقبولة”. وأضافت أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع السعودية لتعزيز دفاعاتها.
كما أعربت دولة قطر، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف منشأتين نفطيتين في جدة وجازان بالسعودية، واعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان، أن “استهداف المنشآت النفطية والمرافق الحيوية عملا تخريبيا خطيرا ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية، ومن شأنه التأثير على أمن واستقرار امدادات الطاقة في العالم”.
وجددت الوزارة “موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف واستهداف المنشآت الحيوية مهما كانت الدوافع والأسباب”.
وفي بيان قال الحوثيون إنهم شنوا ما مجموعه 16 هجوما. وقال يحيى سريع، المتحدث باسم الميليشات التي تحكم صنعاء وأجزاء كبيرة من شمال اليمن، “استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة واستهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ البالستية”.
اضطراب امدادات النفط
وتأتي هذه الهجمات في توقيت تسجّل فيه أسعار النفط ارتفاعا كبيرا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير، كما أن الإمدادات العالمية تشهد اضطرابات من جراء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
واعتبرت الوزارة أن هذه “الهجمات التخريبية تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية”، وحضّت المجتمع الدولي على “الوقوف بحزم” ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى “التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها”. وأدّى الهجوم الذي استهدف الأحد مرافق “شركة ينبع ساينوبك للتكرير” (ياسرف) في غرب المملكة إلى “انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت”، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية الأحد. وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم “التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون” من دون أنّ تحدّد كمية الانتاج التي تسبب الهجوم في توقفها.
ومنذ بدء الأزمة في أوكرانيا تحضّ الدول الغربية منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك” بقيادة السعودية على زيادة إنتاجها. لكن المملكة لم تلب هذا المطلب وقرّرت المضي قدما في تنفيذ تعهّدات قطعتها لمجموعة أوبك بلاس التي تضم روسيا، ثاني أكبر مصدّر للنفط في العالم.
عذراً التعليقات مغلقة