بعد أكثر من ثلاث سنوات على غدر المجتمع الدولي لمهد الثورة درعا الأبية وتمكين كل من عصابات الأسد وميليشيات إيران الطائفية وجيش بوتين المجرم من تدنيس تلك الأرض الطاهرة التي ارتوت بدماء الشهداء الأطهار الأبرار تلك الأرض التي كانت وما زالت تنجب الأبطال الذين خطوا بدمائهم تاريخ المنطقة وسورية عندما أطلقوا الشرارة الأولى لثورة الكرامة والحرية ضد أكابر المستبدين والمجرمين والطغاة وشذاذ الأفاق. ومازالت حتى الآن تقدم الغالي والنفيس لتثبت للعالم أجمع بأن درعا رغم الخذلان والغدر الدولي والعربي لها فهي كانت ولا زالت عصية على المجرمين.
فبعد أن أحكمت عصابات الأسد وميليشيات إيران الطائفية من خلال الضامن الروسي قبضتها على مهد الثورة من خلال اتفاقيات مع بعض الفصائل هناك والتي نتج عنها ترحيل كثير من الثوار وعوائلهم إلى مناطق الشمال السوري وتسليم القوات الروسية لكثير من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي كانت بحوزة ثوار درعا إلا أن روح الثورة ومقاومة هؤلاء المجرمين لم تنطفئ يوماً.
فلا يكاد ينقضي يوم إلا ونرى العمليات الأمنية البطولية تفتك بعناصر وشبيحة الأسد وإيران في كثير من مناطق مهد الثورة، وتعد حواجز الأمن وفروعه ودورياته الهدف الأساسي لتلك العمليات البطولية التي جعلت من مهد الثورة محرقة الغزاة والمجرمين، ولعل عناصر لواء العرين التابع لميليشيات الحرس الثوري الإيراني هو من أبرز الأهداف لعمليات الثوار وسرايا المقاومة هناك.
ورغم الخلل الأمني الذي دائماً ما تفتعله عصابات الأسد وإيران من قيامهما بكثير من الاعتقالات والاغتيالات لمن رفض عقود التسوية والخضوع والاستسلام لهم، ورغم الإهمال المتعمد لمهد الثورة من قبل حكومة الأسد المجرمة من الناحية الخدمية والتعليمية والطبية نجد بأن المقاومة والعمليات الأمنية والفدائية لم تهدأ وتيرتها ضد تلك العصابات الغازية المجرمة.
وما حدث في منطقة جاسم مؤخراً وفي غيرها من القرى المتاخمة لها بريف درعا والتي قامت وسائل إعلام عصابات الأسد بتصويره على أنه انتصار لها وذلك بعد أن استقدمت أرتال كبيرة ومدججة بالآليات والمدرعات. فإن منطقة جاسم وكما هو معتاد كانت مقبرة لتلك الأرتال ولهؤلاء الغزاة المجرمين حيث كانت خسائر عصابات الأسد والميليشيات المتحالفة معها فادحة.
ورغم كل الظروف الأمنية الخطيرة التي تحيق بمهد الثورة فها هي درعا وكما عهدناها في كل الظروف تحتفل ومن أمام المسجد العمري بذكرى الثورة السورية الحادية عشرة مجددة العهد بالمضي قدماً حتى تحقيق أهداف الثورة المتمثلة بإسقاط نظام الأسد المجرم والانتقال بسورية من عهد الطغاة والمستبدين المجرمين إلى عهد الحرية والكرامة والعدالة.
ختاماً: إن درعا مهد الثورة والتي أعلنت ثورة الكرامة والحرية في سورية فإنه لا يوجد لحر في هذه الثورة إلا ولأبطال حوران الفضل بذلك. من درعا انبثق شعاع الحرية في 18 آذار هو يوم من أيام الله الخالدة.
عذراً التعليقات مغلقة