أثبتت دراسة حديثة أن النساء يعانون من الصداع النصفي أكثر من الرجال، الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضه للنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وبحسب موقع “ديلى ميل” البريطاني، فإن دراسة قام بها مجموعة من الباحثين من الجمعية الخيرية لمرضى الصداع النصفي، توصل فيها إلى أن النساء أكثر عرضه للصداع المزمن من الرجال بمقدار 3 مرات، مما يجعلهن يصبن بألم وخفقان شديد فى ضربات القلب.
وبينت الدراسة أن هذا الصداع تصاحبه عدة أعراض كاضطرابات بصرية وغثيان وتسرع ضربات القلب وألم فى جميع أنحاء الرأس مع الضغط خلف العينين يستمر لمدة 15 يوماً في الشهر.
وتوصلت هذه الدراسة التي تضمن أكثر من 100 ألف امرأة، أن الإصابة المتكررة بالصداع النصفى لدى النساء يعرضهن لخطر يزداد الموت المفاجئ والإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
كما أن هناك دراسات سابقة أثبتت من خلال إحصائيات أن 52% من النساء يشتكون من الصداع فيما اشتكى 37% فقط من الرجال.
وقال الدكتور “أندرو تشارلز” مدير برنامج الصداع النصفى فى جامعة كاليفورنيا: “يعتقد الباحثون أن العلاجات المستخدمه لتسكين الألم الخاص بالصداع النصفى يمكن أن يقلل من هذه المخاطر، نظرا لتقليل شدة الصداع على الرأس، ولكنه ليس علاج عملى لهذا المرض اللعين، لهذا نحتاج إلى كثير من الدراسات والأبحاث فى مجال الأدوية لطرح أدوية فعاله ونهائية للتخلص من الألم”.
كما أشار علماء وباحثون إلى أن لهذا الصداع عند النساء عدة أسباب :
1- أثبتت دراسات أن دماغ النساء أكثر انفعالاً من الرجال ويعود ذلك لسلوك أدمغتهن وحساسيتها للتغيرات (درجات الحرارة، وقت النوم) الذي يجعلهن أكثر عرضة للصداع النصفي، الذي يسبب دفعة من الاستثارة تسبب نشر الاكتئاب القشري (CSD)، والذي هو عبارة عن موجة من نشاط الخلايا الشاذة التي تمر عبر الدماغ.
2- يمكن أن يكون سبب تعرض المرأة للصداع أكثر من الرجل، وجود جين وراثي له تأثير على المرأة أكثر من الرجل، وقال البروفيسور تشارلز “إن أولئك المصابين بالصداع النصفي يكونون أكثر حساسية تجاه ما يجري من حولهم، وهناك الكثير من التوقعات أن الصداع النصفي لدى النساء يجعلهن تاريخياً أكثر تفاعلا مع أي تغيير في محيطهن”.
3- الدورة الشهرية: فبحسب الأستاذة في مركز العلوم العصبية والصدمات النفسية في باريس ” آن ماكغريغور”، إلى أن النساء يعانين من الصداع في الأيام الثلاثة التي تسبق الدورة الشهرية وبعدها بيومين، ويعود ذلك إلى انخفاض سريع في هرمون الأستروجين الأنثوي الذي يحدث في الأيام التي تسبق الدورة، ومن ثم صعود حمض البروستاغلاندين، وهذين العاملين يؤديان إلى انخفاض مستويات السيروتونين وهي مادة كيميائية في المخ، مما يسبب انكماش في الأوعية الدموية في المخ وبالتالي بالصداع.
4- عضلات الفك: فوفقاً لطبيبة الأسنان “كيت ستوكس” المتخصصة في مشاكل الفك، إن عضلات الفك عند المرأة تجهد بسهولة كبيرة أثناء طحن الطعام وجز الأسنان أكثر من الرجل، الأمر الذي يسبب آلاماً بعضلات الفك، وبالتالي يتطور إلى آلام الرأس والصداع.
5- استخدام المسكنات بشكل مفرط و التي تثبط الإحساس بالألم، وعندما يتم الانقطاع عنها يتطور الصداع ليصبح يومي يستمر لأكثر من أربع ساعات يوميا لمدة 15 يوما أو أكثر في الشهر.
6- شكل الدماغ: حيث وجد باحثون في مستشفى الأطفال في بوسطن وكلية هارفارد الطبية أن المادة الرمادية وهي المنطقة التي تحمل خلايا الدماغ لدى النساء اللاتي لديهن صداع نصفي كانت أكثر سمكاً منها عند الرجال في كل من العزل الخلفي والطلل، منطقة من الدماغ مرتبطة بالصداع النصفي، وذلك من خلال إجراء مسح للدماغ لـ44 شخصاً يشكون من الصداع النصفي.
7- زيادة الوزن يزيد من احتمال التعرض للصداع لكلا الجنسين، ولكن يكون أكبر خطراً بـ3 مرات بالنسبة للنساء البدينات، بحسب دراسة أجريت على أكثر من 3700 سيدة ونشرت نتائجها عام 2011 في مجلة الصداع.
8- حبوب منع الحمل التي تقوم على أساس هرموني، تسبب في حدوث الصداع، فقد حذر الدكتور “هاردمان” النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي، الذي يمكن أن يسبب الدوخة، وطنيناً في الأذنين وتشوش الرؤية، من تناول حبوب منع الحمل لأن ذلك قد يعرضهن للسكتة الدماغية.
عذراً التعليقات مغلقة