يواصل سكان محافظة الرقة في شرقي سورية رفضهم “التسوية” التي شرع فيها نظام الأسد في مناطق تحت سيطرته ضمن الحدود الإدارية للمحافظة، مؤكدين استحالة المصالحة مع النظام.
وخرج المئات من أهل الرقة في تظاهرة جديدة، أمس الأربعاء، تحت وسم “الرقة لا تصالح مجرم”، الذي اختصر موقف معظم سكان الرقة التي تضم عدداً كبيراً من النازحين من مختلف المناطق السورية.
وكان نظام الأسد بدأ، الأربعاء قبل الماضي، عملية التسوية في بلدة السبخة الواقعة تحت سيطرته في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، إلا أنه قُوبل برفض شعبي واسع النطاق، وهو ما أفشل العملية حتى اللحظة. وذكرت مصادر محلية في مدينة الرقة لـ”العربي الجديد”، أنه “لا صدى لعملية التسوية في الرقة وأريافها”، مضيفة: “لدى الناس هواجس معيشية. الفقر هو الشغل الشاغل لأغلب سكان المحافظة”. وأشارت إلى أن عموم المدنيين في الرقة “غير مكترثين بهذه العملية”، مضيفة: “ليس لدى النظام ما يعطيه إلا القتل والاعتقال”.
إلى ذلك، أشار الناشط الإعلامي أحمد الإبراهيم، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن عدداً محدوداً من أبناء المحافظة “ذهبوا إلى مركز التسوية في بلدة السبخة”، موضحاً أن “أغلب سكان المحافظة يدركون أبعاد اللعبة”، معتبراً هذه خديعة للإيقاع بالمعارضين. وأشار الإبراهيم إلى أن عدم الاقبال على التسوية “أفشل محاولة النظام فتح باب له للعودة مرة أخرى إلى محافظة الرقة”، مضيفاً: “المتظاهرون أكدوا أن المحافظة ليست في وارد خيانة دماء الشهداء بالمصالحة مع النظام تحت أي مسمّى”.
من جانبه، ألقى النظام مسؤولية فشل عملية التسوية على “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) التي تسيطر على غالبية المحافظة، حيث نقلت صحيفة “الوطن”، اليوم الخميس، عن عبد الرزاق الخليفة، وهو المحافظ المعيّن من قبل النظام على الرقة، زعمه أن “سورية الديمقراطية” أوقفت عدداً من المدنيين الذين أجروا مصالحة في مركز السبخة.
وكانت محافظة الرقة خرجت عن سيطرة النظام السوري مطلع عام 2013، حيث سيطر عليها “الجيش السوري الحرّ” لمدة عام، قبل أن يهيمن عليها تنظيم “داعش” مطلع عام 2014 وحتى عام 2017، حيث سيطرت عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بدعم من التحالف الدولي، ما جعل عدة بلدات في ريف الرقة الجنوبي الشرقي وفي الريف الغربي، تحت سيطرة النظام ومليشيات إيرانية. وقد فشلت التسويات التي أجراها النظام في محافظة دير الزور أواخر العام، وقبلها في محافظة درعا جنوب سورية، لإدراك المدنيين أن سياسة النظام القائمة على البطش لم تتغير.
وأكدت شبكة “ميديا نهر”، الاثنين الفائت، أن شاباً من ريف دير الزور قُتل تحت التعذيب في معتقلات النظام، رغم إجرائه مصالحة معه. وسبق أن اعتقل النظام السوري العشرات من الشبان في مختلف المناطق السورية التي أجرت تسوية، قُتل معظمهم تحت التعذيب.
Sorry Comments are closed