حرية برس – تركيا:
قضى ثلاثة شبان سوريين نحبهم حرقاً في ولاية أزمير التركية بعد قيام مواطن تركي بسكب مادة البنزين في مكان سكنهم، حسبما تداول ناشطون سوريون، اليوم الاثنين، على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقل الناشط في قضايا حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي، عن شقيق أحد الضحايا تفاصيل الجريمة التي تم إبلاغ كلّ المنظمات والهيئات الحقوقية التركية بها، مضيفاً: أنَّ “تلك الهيئات ستتابع القضية لتقديم الدعم القانوني لعائلات الضحايا، ومتابعة كلّ مسارات ومراحل القضية”.
واعتبر “الغازي” في حديث لـ”حرية برس” أنَّ هذا النمط من الاعتداءات بات “مؤشراً خطيراً جداً”، موضحاً أنَّ خطاب العنصرية والكراهية في تركيا نقل بعض السلوكيات الصادرة عن فئات في المجتمع التركي من مستوى العنصرية إلى مستوى تجاوز حدّها.
وأردف: أنَّ “جريمة قتل بهذا الشكل تظهر مدى انتقال مشاعر العنصرية عند فئة من الأتراك إلى مستويات متقدمة يكون فيها دوافع لارتكاب الجريمة، وهذا لا يوصف بعلم النفس الإجرامي بعنصرية، بالتالي خطاب الكراهية والعنصرية مؤثر جداً على سلوكيات المجتمع التركي”.
وعن تفاصل الجريمة قال أحمد النبهان: إنَّ “الواقعة حدثت في قرية Güzelbahçe التابعة لولاية إزمير، كان أخي من بين الضحايا، إذ يعمل مع رفاقه في ورشة لصناعة الحجر الخاص بالأرصفة وذلك فجر يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”.
وأضاف وهو شقيق أحد الشبان الذين لقوا مصرعهم وهم: (مأمون النبهان 23 عاماً، أحمد العلي 21 عاماً، محمد البش 17 عاماً): أنَّ “مواطناً تركياً سكب مادة البنزين في غرفة الشبان السوريين وأضرم النار فيها، ولقي أخي ورفاقه مصرعهم حرقاً”.
وأشار “النبهان” إلى أنَّه لم يكن بين الجاني والشبان السوريين أيّة مشاحنات أو مشاجرات قبل الواقعة، مؤكداً أنَّ الجاني قام بفعلته “بدوافع عنصرية بحتة”.
وهذا ما أكده أحد المواطنين الأتراك الذي تقدّم بإفادته إلى عناصر الشرطة وبيّن أنَّ الجاني قبل ساعات من الواقعة قال له سأذهب وأحرق هؤلاء السوريين، مع العلم تم توقيف الجاني بعد ساعات من وقوع الجريمة. وفق ما نقل الناشط.
الجدير بالذكر أنَّ أحداث العنصرية في تركيا ضد السوريين لا تحظى بتغطية موسعة من جانب وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ويقتصر الأمر على عرض الخبر بشكل مقتضب، دون البحث في تفصيلاته وأسبابه، سواء الاجتماعية أو السياسية، وأدت العنصرية إلى وقوع جرائم قتل عديدة بحق اللاجئين السوريين.
وتشهد العديد من المناطق في الولايات التركية اعتداءات من مواطنين أتراك على السوريين والهجوم – بشكل جماعي ومتكرّر – على ممتلكاتهم ومحالهم وتكسيرها، كان آخرها أحداث العاصمة أنقرة في آب/أغسطس، وولاية أزمير في أيلول/ سبتمبر الماضيين.
عذراً التعليقات مغلقة