حرية برس – مخيم الركبان – عائشة صبري:
توفى طفل رضيع في مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية-الأردنية- العراقية، أول أمس الجمعة، بسبب سوء بالتغذية وعدم توفر الرعاية الصحية، وذلك نتيجة الحصار المفروض من قبل نظام الأسد وامتناع الأمم المتحدة عن تقديم المساعدات.
وأفاد الإعلامي عماد غالي في حديث لـ”حرية برس” بأنَّ الطفل “عمر” عمره أربعة أشهر راجع مستوصف تدمر يوم الجمعة، وكانت حالته سيئة للغاية بسبب الجفاف الذي أصابه الناتج عن سوء في التغذية.
وأشار إلى أنَّ مدير نقطة تدمر الطبية الممرض “شكري شهاب” قدم له الأدوية المناسبة، ولكن نظراً لحالته السيئة للغاية، إذ توفي بعد عدة ساعات من مراجعته للمستوصف.
من جهته، نظام الأسد اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنَّها السبب بوفاة الطفل، حيث تتواجد القوات الأمريكية مع فصائل من المعارضة أبرزها “جيش مغاوير الثورة” ضمن قاعدة “التنف” في منطقة الـ”55″ عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني في ريف محافظة حمص الشرقي.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا”، أمس السبت: إنَّه “نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيون على مخيم الركبان تفاقمت الأوضاع الصحية المزرية فيه ما أدى الى وفاة طفل متأثراً بالمرض، في ظل مخاوف من تفش مطرد للأمراض هناك جراء نقص الغذاء والدواء”.
ولفت “غالي” إلى أنَّ مخيم الركبان يعاني من تردّي الوضع الصحي، ولم تكن وفاة الرضيع “عمر” هي الأول بسبب سوء التغذية في المخيم، فقد توفى العشرات من الأطفال بسبب سوء التغذية وغياب الرعاية الصحية في المخيم منذ إغلاق الأردن حدودها بعد تفجير أحد مخافرها في 21 حزيران/يونيو 2016، بحجة تواجد “إرهابيين” ضمنه، فتقلّصت نسبة المساعدات.
ويفتقر مخيم “الركبان”، لأي خدمات تقريباً ويصعب الحصول فيه على الماء أو الرعاية الصحية الأولية ويعد الوضع الصحي كارثياً، إذ يستمر الحصار المفروض على المخيم من قبل نظام الأسد وروسيا منذ شهر شباط/ فبراير 2019، وكانت آخر قافلة مساعدات أممية دخلت إليه في مطلع شهر أيلول/سبتمبر 2019.
وازداد الوضع الصحي سوءاً بعد إغلاق الجانب الأردني نقطة “العون” الطبية الوحيدة التي كانت موجودة داخل الحدود الأردنية (تبعد 10 كم عن مخيم الركبان)، في نهاية آذار/مارس 2020 بعد ظهور جائحة “كورونا”.
ويضم المخيم حالياً نحو 11 ألف نازح من مناطق سورية عدة أبرزها من مدينتي تدمر والقريتين شرق حمص، بعد أن كان عددهم يُقدر عددهم بأكثر من سبعين ألفاً، إذ سجل عدد السكان تراجعاً بما يزيد عن ثلاثة أرباع قاطنيه في 2019، والبالغ عددهم ما يقارب 45 ألفاً وقتها بحسب تقديرات موظفي إغاثة وبعض سكّان المخيم في ذلك الوقت.
ورغم محاولة المركز الروسي للمصالحة، إجلاء النازحين وتفكيك مخيم الركبان تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، إلا أن المحاولة فشلت بسبب توجيه اتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو حول عدم التزام كل طرف بوعوده، ويرفض غالبية من تبقوا في المخيم الخروج نحو مناطق سيطرة نظام الأسد، لعدم ثقتهم بوعود المركز الروسي والنظام حول عدم المساس بهم.
عذراً التعليقات مغلقة