كشف الصحفي السوري ماجد شمعة خلال حديثه عن تجربة اعتقاله أن أكثر ما أخافه هو أن يكون الأشخاص الذي حضروا لمنزله لاعتقاله ينتحلون صفة “البوليس” وأنهم من جواسيس نظام الأسد.
وأكد شمعة لموقع أورينت نت أنه تفاجأ بعد الإفراج عنه من أمرين، الأول محبة وتفاعل السوريين تجاه قضيته التي تحولت إلى “ترند”، والأمر الثاني التعامل الراقي للشرطة التركية معه، فقد كان متأثراً بما يسمع ويشاهد من إجرام في سجون الأسد ضد المعتقلين ولكن تأكد بأن ما يحدث في معتقلات النظام لا يحدث بأي مكان في العالم.
ماجد شمعة من الاعتقال إلى الإفراج
وعن كيفية اعتقاله، قال شمعة: “كنت خارج المنزل عندما اتصلت زوجتي وأخبرتني بأنه يجب عليّ القدوم فوراً لأن البوليس بانتظاري، وعندما حضرت تأكدت من هوياتهم لأنني كنت أخشى أن يكونوا أشخاصاً منتحلين لصفة البوليس ولديهم ارتباط مع النظام الذي يهدّدني دائماً بالقتل”، مشيراً إلى أنه تم اقتياده إلى دائرة الهجرة وهناك قاموا بسؤاله عن سبب تصويره لفيديو الموز بعد أن قدّموا له كوباً من الشاي.
وأضاف شمعة: “بعد أن عُرِضتُ على القضاء حكمَ القاضي ببراءتي ثم تمّ اقتيادي إلى منطقة بندك بإسطنبول الآسيوية، وهناك بقيت مدة يومين وبعدها تم نقلي إلى مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا استعداداً لترحيلي”.
وأوضح أنه بعد الإفراج عنه تفاجأ بالتفاعل الكبير الحاصل من أجل قضيته وهو داخل السجن، لافتاً إلى أنه كان متأكداً بأن أورينت تعمل من أجل الإفراج عنه ولكنه لم يكن يتوقع هذا التفاعل الضخم من أجله.
معاملة الشرطة
وعن معاملة الشرطة التركية له خلال فترة اعتقاله، أكد أنه تفاجأ من معاملتهم الراقية معه، فقد كان متأثراً بما يسمع ويشاهد من إجرام في سجون الأسد ضد المعتقلين ولكن تأكد بأن ما يحدث في معتقلات النظام لا يحدث بأي مكان في العالم.
منوها إلى أن الشرطة لم يُزعجوه أبداً، وأنهم عندما شاهدوا مقطع الفيديو كانوا يضحكون وحاول أن يشرح لهم أن الفيديو ليس فيه أي إساءة للشعب التركي الذي يحبه ويحترمه وإنما هدف الفيديو الابتسامة فقط.
وعن تحركات فريق أورينت من أجل الإفراج عنه، قال شمعة: “كنتُ على علم بأن أورينت وبالتعاون مع المحامي تعمل جاهدة من أجل الإفراج عني ولكن عندما تم نقلي إلى غازي عينتاب علمت أن قضيتي أخذت تتفاعل كثيراً، ولا سيما بعدما تم استدعائي أكثر من مرة لسؤالي من أنت؟ ولماذا هذا الاهتمام الكبير بك؟ ولماذا الناس والمنظمات تطالب بالإفراج عنك؟”.
وبالنسبة لشعوره بعدما تحولت قضيته إلى قضية رأي عام، ذكر أن مشاعره اختلطت بعد هذا التفاعل الكبير، مبيناً أن مسؤوليته تجاه الشعب السوري زادت كثيراً وهو مَدين له، ومستعد أن يضحّي بحياته فداء له.
وتابع أن كلمة شكر قليلة جداً لمن وقف معه في محنته، أما من خذله “فقد خذل نفسه ومات بغيظه”، متمنياً أن يكون على قدر الثقة التي وضعها السوريون به، وأن يستمر في الحديث عن قضاياهم وهمومهم وعن حلمهم بالعودة إلى سوريا منتصرين.. سوريا من دون بشار الأسد.
وكانت السلطات التركية أفرجت أمس الإثنين عن ماجد شمعة بعدما طعن مُحاميه بقرار ترحيله، بعد 10 أيام على اعتقاله.
وكانت السلطات التركية اعتقلت ماجد شمعة مساء يوم السبت الماضي (30/10/2021)، وذلك بعد تصويره حلقة من برنامج سوريلي بوب الذي يُبثُّ على قناة أورينت، وتناول قضيّة الموز التي أثارت جدلاً واسعاً في تركيا.
عذراً التعليقات مغلقة