انتقد رئيس هيئة التفاوض عن المعارضة السورية، أنس العبدة، نشر منظمة الصحة العالمية تسجيلاً مصوّراً يظهر فيه موظفون بالمنظمة يرقصون في العاصمة السورية دمشق.
وقال العبدة في منشور على صفحته في موقع “فيسبوك”، يوم أمس الأربعاء، إن فيديو منظمة الصحة العالمية/ مكتب دمشق “مُشين ولا يليق بمؤسسة دولية حيادية عريقة”.
وأضاف أن الفيديو “كأنه من إنتاج النظام الذي قتل المئات من العاملين في المجال الطبي، ودمر مئات المنشآت! كان أولى بالمنظمة تصوير حال أهلنا الكارثي والمطالبة بتحقيق العدالة للسوريين!”.
ودعا العبدة المنظمة الدولية إلى مراجعة قوانينها الداخلية من جديد، خصوصاً تلك التي تدعو للحياد وعدم التمييز والالتزام بخدمة المتضررين، ومحاسبة أولئك الذين يخالفونه، مشيراً إلى أن أعلام النظام كانت ترفرف في أيدي العاملين بمكتب دمشق وكأنهم في مؤسسة للنظام.
وكان فرع المنظمة في سورية، الذي يتخذ من دمشق مقراً له، قد نشر عبر حسابه الرسمي في “تويتر” الأربعاء تسجيلاً مصوّراً يظهر فيه موظفو الصحة وهم يرقصون، قبل أن يتراجع الحساب ويحذف الفيديو بعد مضي أربع ساعات على نشره.
وأرفقت المنظمة الفيديو بتغريدة جاء فيها، “نحن فريق ملتزم تماماً من المهنيين المتعددي الجنسيات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سورية واليمن والعراق واليابان وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وتركمانستان”.
وأضافت: “متحدون بهدف مشترك يتمثل في تعزيز الصحة، والحفاظ على العالم في مأمن من الأمراض، وخدمة المستضعفين”.
وعلّق محمد كتوب على تغريدة المنظمة بالقول: “منظمة الصحة العالمية في سورية تحتفل بيوم الأمم المتحدة. لا يمكنهم التوقف عن مفاجأتنا بمدى إهمالهم. بدلاً من الفيديو يجب تكريم 930 عاملاً في مجال الصحة قتلوا في 10 سنوات بسورية”.
وفي السياق، قال أيهم شعبان، وهو مسؤول في مجال الإغاثة بمدينة إدلب، لـ”العربي الجديد” إن مثل هذا الفيديو حين يصدر عن منظمة أممية فإنه “لا يراعي أياً من معايير الحياد، ويرسل صورة خاطئة تماماً عن الوضع في سورية، كما أنه يساهم بترويج دعاية النظام حول عودة الحياة لمجراها في الوقت الذي كانت فيه القذائف تنهال على إدلب ويقتل أطفال ومدنيون”.
ووصف شعبان ما قامت به المنظمة الدولية بأنها “سقطة” إعلامية لا سيما أن شعارات المنظمة ولباسها كان في الحفل الذي يخالف أساساً مبادئ المنظمة بمراعاة التباعد الاجتماعي الذي تدعو إليه الناس.
وسبق أن أثارت منظمة الصحة العالمية الجدل بعد أن شارك النظام السوري في أعمال المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بدورته الـ149، التي تقام افتراضياً بحضور أعضاء ممثلين عن 34 دولة، بعد انتخابه في 28 من مايو/أيار الماضي.
ووجهت الجمعية الطبية السورية الأميركية SAMS، وجمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان PHR، رسالة إلى منظمة الصحة العالمية، عارضتا فيها انضمام النظام السوري إلى مجلس إدارة المنظمة، بسبب وجود سجل “مروّع” لمدة عشر سنوات من الهجمات المتعمدة والواسعة النطاق والممنهجة على المرافق الصحية والموظفين السوريين، والتمييز في تقديم الرعاية الصحية، بما في ذلك الوقاية والعلاج خلال جائحة كورونا.
عذراً التعليقات مغلقة