حرية برس – اللاذقية:
هاجمت هيئة تحرير الشام، صباح اليوم الاثنين، مواقع لفصيلي “جنود الشام” بقيادة مسلم الشيشاني، و”جند الله” بقيادة أبو فاطمة التركي، في منطقة جبل التركمان شمال شرق محافظة اللاذقية غربي سوريا، وبعد اشتباكات استمرت لساعات توصل الطرفان لاتفاق تهدئة.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام تابعة لـ”الهيئة” فإنَّ الاتفاق مع “الشيشاني” يقضي بخروجه من منطقة جبل التركمان برفقة سبعين عنصراً تابعين له، على أن تقوم “تحرير الشام” بتأمين خروجهم.
ونشرت تلك الوسائل تسجيلاً مصوراً قالت إنَّه “لحظة خروج الشيشاني وعناصره من جبل التركمان، بعد الاتفاق مع الهيئة”. دون ذكر المكان الذي سيخرج إليه.
وحول تفاصيل الاشتباك، قالت مصادر محلية: إنَّ خمسة أرتال عسكرية تابعة لـ”تحرير الشام” شنت هجوماً عنيفاً، فجر الاثنين، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، استخدمت خلاله قذائف الدبابات والهاون ومدافع ميدانية ورشاشات متوسطة، على سبعة مواقع عسكرية تابعة لفصيلي “جنود الشام” و”جند الله”، بالإضافة لفصيل “عتبة بن فرقد” الذي يتزعمه القيادي “أبو حذيفة الأذري” المقرب من “الشيشاني”.
وتتمركز هذه الفصائل في محيط بلدات اليمضية والشحرورة والسلور في جبل التركمان، كما دارت اشتباكات متقطعة في الحي الشرقي من مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، حسب موقع “العربي الجديد“، وأوضحت المصادر أنَّ “هجوم الهيئة أسفر في البداية عن سيطرتها على مقرين تابعين لفصيل (السلطان عبد الحميد) المساند لفصيل مسلم الشيشاني”.
فيما تمكّن “فصيل مسلم وأنصاره من أسر أكثر من 21 عنصراً من مجموعات الهيئة في مناطق مختلفة من جبل التركمان، بالإضافة إلى مقتل عنصرين على الأقل من الهيئة وجرح سبعة آخرين، ومقتل نحو ثلاثة عناصر يتبعون لجماعات أبو مسلم الشيشاني وأبو فاطمة التركي وأبو حذيفة الأذري، بالتزامن مع انسحاب الهيئة من الأماكن التي سيطرت عليها صباح اليوم”.
يشار إلى أنَّ “تحرير الشام” استقدمت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، ضمت مقاتلين من فرقة (العصائب الحمراء) التابعة لها، وتوجهت إلى منطقة جبل التركمان بُغية شن هجوم جديد على تلك الجماعات عند ساعات الليل، كما نشرت جماعتا (جنود الشام) و(جند الله) رشاشات متوسطة على المرتفعات التي تكشف الطرق المؤدية إلى جبل التركمان، وذلك بُغية استهداف أي تعزيزات جديدة تدفع بها الهيئة إلى المنطقة. حسب المصادر.
وفي سياق متصل، أكدت 11 جماعة من المهاجرين الغير سوريين، وتسعة مشايخ، في بيان حمل اسم “كلمة وفاء ونصيحة”، وقوف معظم المهاجرين مع قضية الثورة السورية منذ اليوم الأول لها، داعين جميع المهاجرين والسوريين إلى وحدة الكلمة عسكرياً، لافتين إلى أنَّ مجموعة منهم تأوي مطلوبين للمؤسسات الأمنية أو تقترف جرائم، وهي لا تمثلهم. وذلك في إشارة إلى وقوفهم مع “تحرير الشام” في هجومها المذكور.
وبحسب ناشطين وباحثين سوريين، فإنَّ “الهيئة” تهدف من هجومها إلى إجبار الفصائل المذكورة على الاندماج معها أو تفكيك الفصيل بالكامل، على غرار ما فعلته بفصائل الجيش الحر سابقاً، وتتذرع اليوم بأنَّ للفصيل صلات تربطهم مع تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش، وهو ما تنفيه “جند الشام” مؤكدة أنَّهم متواجدون فقط لقتال قوات الأسد وداعميها بالمنطقة.
وكان القيادي “مراد مارغوشفيلي” المعروف باسم “مسلم الشيشاني” المنحدر من جورجيا، بث يوم أمس تسجيلاً صوتياً، أكد فيه عدم رغبتهم بقتال تحرير الشام ورفضهم القاطع الاندماج معها، أو تسليمها السلاح.
وشارك “الشيشاني” في الحرب الشيشانية الأولى والثانية، وبعدها أسس فصيله الجهادي في سوريا واكتفى بقتال قوات الأسد، دون تدخل فصيله بالاقتتال الفصائلي الذي شهدته المنطقة وانتهى بسيطرة “تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) على جميع الفصائل في مناطق نفوذها بإدلب وأرياف حماة وحلب.
يذكر أنَّ قضية “مسلم الشيشاني” تجددت في آب/أغسطس الماضي، بعد أن أصدر بياناً استنكر فيه سياسة التحريض التي تتبعها “تحرير الشام” ضد جماعته، قائلاً: “أقول لهؤلاء الناس لا تحاولوا إدخالنا في لعبتكم السياسية القذرة، فإنكم لن تنجحوا في ذلك، إذا قررنا فعل شيء، فإننا سنفعله لحماية أنفسنا، فنحن قمنا بكل ما هو ممكن حتى لا يُسفك دم مسلم واحد بسببنا”.
عذراً التعليقات مغلقة