حزب الله يستبيح بيروت مجددا.. ودعوات دولية لوقف التوتر

قتلى وجرحى ودمار يذكر بالحرب الأهلية.. السلاح "الشيعي" يستعرض و"الدولة" تتفرج

عائشة صبري14 أكتوبر 2021آخر تحديث :
مسلحون من مليشيات حزب الله وحركة أمل الشيعيتين يطلقون النار والقذائف الصاروخية في شوارع بيروت

حرية برس – بيروت:

أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، أنَّ يوم غد الجمعة سيكون يوم حداد وطني عام على أرواح ضحايا أحداث العنف التي شهدتها العاصمة بيروت، اليوم، فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والأمم المتحدة إلى نزع فتيل التوتر في لبنان.

ووقع إطلاق نار في بيروت، اليوم، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثين شخصاً بجروح في اشتباكات بين مسلحي مليشيات “حزب الله” و”حركة أمل” من جهة وآخرين من القوات اللبنانية، على خلفية مصادمات وقعت بعد قيام مظاهرة لأنصار التيارات الشيعية في لبنان للمطالبة بعزل المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار، في تصعيد يُنذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة.

وقال الجيش اللبناني، على حسابه في “تويتر”: إنَّه أوقف تسعة أشخاص بينهم سوري بعد الأحداث، لافتاً إلى أنَّه سيواصل انتشاره في منطقة أحداث العنف لضمان عدم تجدد الاشتباكات.

فيما قال الرئيس اللبناني ميشال عون، في كلمة متلفزة: إن أحداث العنف في بيروت، اليوم “غير مقبولة”، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنها والمحرضين عليها، وفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.

وأضاف: “لن نسمح لأحد بأن يأخذ لبنان رهينة لمصالحه الخاصة، ولن نسمح بأن يتكرر ما حدث اليوم تحت أي ظرف”، مشيراً إلى أنَّ إطلاق النار “سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية”.

دعوات لوقف العنف

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الخميس: إنَّ “الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش دعا كل المعنيين في لبنان لوقف أعمال العنف على الفور والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية، أكد مجدداً ضرورة إجراء تحقيق مستفيض ومستقل وشفاف في الانفجار الذي وقع عام 2020 في مرفأ بيروت”.

بدورها، حضت الولايات المتحدة الأمريكية، على نزع فتيل التوتر في لبنان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين: “نضم صوتنا إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة ووقف تصعيد التوتر”.

ورفضت واشنطن، تحديد الجهة المسؤولة عن أعمال العنف لكنها جددت انتقاداتها لـ”حزب الله” المدرج على قائمة الإرهاب في واشنطن.

وقال “برايس”: “يعتمد مستقبل الديمقراطية في لبنان على قدرة مواطنيه على التعامل مع المسائل الصعبة وهم واثقون بسيادة القانون”. مضيفاً: “يجب أن يكون القضاة بعيدين عن العنف والتهديدات والترهيب، بما في ذلك تلك الصادرة عن حزب الله”.

قلق فرنسي:

من جهتها، أعربت فرنسا عن قلقها إزاء أعمال العنف الدامية التي جرت في لبنان، وقالت وزارة الخارجية في بيان: إن “فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء العرقلة الأخيرة لحسن سير التحقيق (…) وأعمال العنف التي وقعت في هذا السياق، وتدعو جميع الأطراف إلى التهدئة”.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنَّه لا بد أن يكون القضاء اللبناني قادراً على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بطريقة مستقلة ومحايدة.

وتعرض القاضي طارق بيطار خلال الأيام الأخيرة لحملة ضغوط قادها “حزب الله”، اعتراضاً على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات التي يتولاها، تخللتها مطالبات بتنحيته. حسب صحيفة “الشرق الأوسط”.

وتحولت مستديرة الطيونة، على مسافة عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، رغم وجود وحدات الجيش وتنفيذها انتشاراً سريعاً في المنطقة، التي تُعدّ من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975 – 1990).

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل