سُورِيَّتي – شعر: ياسر الأقرع

فريق التحرير11 أكتوبر 2021آخر تحديث :
ياسر الأقرع
ياسر الأقرع

مِن أيِّ أرضٍ؟ قلتُ: بل قولي سَمَا

سُورِيَّتي … الرُّوحُ المُـذابَةُ أنجُـما

خُلِقَتْ مـن الألقِ المُعَتَّقِ وارتقَت

فَغَـدَت لهـا كـلُّ المعـارجِ سُـلَّـمَا

نَـغَـمٌ مـن التَّكـويـنِ لـو ردَّدتِـهِ

سَحَراً علـى أُذُنِ الوجودِ ترَنَّما

تلكَ البهيَّـةُ رونقـاً … فكأنَّـمـا

في ثغـرها أمَـلُ الحياةِ تَبَسَّما

الياسمينُ على الُّدروبِ قصيدةٌ

تركتْ نسيمَ الفجرِ شِعراً مُلهَما

وغَفَت على كَتِفِ الزمانِ حكايةً

لُغْـزاً مثيـراً .. وانتظـاراً مُبهَما

ما جِيءَ بالمجدِ العظيمِ مُؤرِّخاً

إلَّا تـردَّدَ – هيبـةً – وتَلَعثَـما

أبداً … ولا ألقى هنـاكَ تحيـةً

إلَّا وردَّ بهـا الصَّهيلُ مُسَلِّما

هي تكتبُ التاريخَ.. لا تُروى بهِ

وبِهـا يَدِيْـنُ مخـافـةً أن يأثَـما

سُورِيَّتي وحيُ الهوى مَنْ ظَنَّها

تُدنـي إليهـا العابـريـنَ تَـوَهَّـما

قالت: فكيفَ؟ فقلتُ: لا تستغربي

لـو أنَّهـا صرختْ أسىً وتَألُّـما

أرضُ الكرامةِ لـم تَبُح بأنينها

إلَّا لأنَّ جـراحَهـا نَزَفَـتْ دَمـا

فالجنَّـة المُثلى علـى أهدابِـها

صارت – وقد صُعِقَ الطُّغاةُ – جَهنَّما

سَكَتَتْ مُسائِلتي وغَضَّت طَرفَها

وحملتُ نجوايَ الجريحةَ مُرغَما:

بلـدي .. أتيتـكِ بالقصـيدةِ مُتعَبَـاً

غُصَّ الحنينُ وأدمعي أضحت فَمَا

تَعِبَتْ بنا الأيامُ.. واختنقَ المدى

وشراعُ أهلكِ في الرِّياحِ تَحَطَّما

إنَّ المنـافـي مـزَّقـت أرواحَنـا

صِرنا بفَقدِكِ – يا حبيبةُ – يُتَّما

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل