كشفت فرانسيس هاوغن الموظفة السابقة في شركة فيسبوك، أن أكثر المناشير تفاعلاً في الفيسبوك هي الأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة والمضللة ومنشورات العنصرية التي تحث على الحقد والكراهية.
وأكدت أن خوارزميات البرنامج كانت تخدم انتشار هذه المناشير بين المستخدمين، وليس العكس في منعها أو الحد من انتشارها.
وبذلك فإن إدارة فيسبوك في سبيل تحقيق الربح المادي، كانت تتغاضى عن المعايير الأخلاقية التي تتغنى بها دائماً.
وأشارت الموظفة أنه كان للفيسبوك دوراً سلبياً في مجازر الروهينغا في ميانمار، حيث أن مناشير الكراهية والحقد بين البورميين ضد الروهينغا، كان لها دوراً كبيراً في تأجيج الكراهية والحقد، ضد الأقلية المسلمة المضطهدة.
هنا يتبادر لنا سؤال كيف أن إدارة الفيس بوك حاصرت صفحات الثورة السورية ونشطاء الثورة؟، وتم حذف العديد من الصفحات الثورية، وتم تقييد صفحات الكثير من النشطاء الثوريين سواء بشكل مؤقت أو بشكل بشكل دائم، تحت ذريعة الاخلاق وعدم بث روح الكراهية والعنصرية بين الشعوب. ولا تزال تحذف أي تعليق أو منشور إذا استخدم أي تعابير ذات مدلول طائفي أو ديني. علماً ان نشطاء الثورة وصفحاتها لم يكونوا يحرضوا على الحقد أو الكراهية أو العنف، وإنما كانوا يحاولون نقل مأساة أهلهم و بلدهم الذي يعاني من حرب عرقية طائفية دينية، أحرقت البلاد وقتلت العباد مستعرة بنار الكراهية والعنصرية والحقد الديني.
لا شك أنه من حق إدارة الفيس بوك أو أي تطبيق أو برنامج، أن يضع معايير أخلاقية تضبط سلامة المستخدمين والمتابعين، وهذا أمر جيد. لكن أن تطبق المعايير هنا، ويتم التغاضي عنها هناك، فهذا ما يضع إشارات إستفهام وتعجب كثيرة.
لا شك أنه كان للفيسبوك ولوسائل التواصل الإجتماعي دور كبير في نشر حريات الرأي والتعبير على مستوى العالم، لكن أزمة الفيسبوك الأخيرة كشفت عن خفايا قد تجر إلى فضائح غير متوقعة أبداً.
المؤلم أننا نحن عاجزون عن فعل أي شيء، لكن بمقارنة بسيطة مع ماضينا الأسود وجدنا من خلال هذه التطبيقات والبرامج رغم كل أخطائها وعلاتها متنفساً لصوتنا، بعد أن أخرسته مسدسات المخابرت لعقود عديدة.
عذراً التعليقات مغلقة