حرية برس – تركيا
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّه ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، القضايا المتعلقة بسوريا بشكل مفصل، وعلى رأسها محافظة إدلب، مبيناً أن الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات، جلبت تكاليف باهظة على المنطقة بأسرها، وخاصة على بلديهما.
وحول تفاصيل مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء في مدينة سوتشي الروسية، قال “أردوغان”: إنّ “محور الاجتماع مع بوتين هو القضايا الإقليمية، وتقييم التطورات في سوريا وكاراباخ وليبيا وأفغانستان بالتفصيل”.
وأشار إلى مناقشة القضايا المتعلقة بسوريا وخاصة إدلب، بقوله: “لقد جلبت الأزمة السورية، المستمرة منذ سنوات عديدة، تكاليف باهظة على المنطقة بأسرها، ولا سيما بلدنا، بالإضافة إلى الأوضاع الانسانية الصعبة”.
وتابع: “إلى جانب المأساة الإنسانية، وصل العبء الاقتصادي للأزمة إلى أبعاد لا تطاق بالنسبة لنا جميعاً”، وذكر أنّ تركيا تستضيف حالياً على أراضيها قرابة 4.5 ملايين لاجئ.
وأضاف: “تحدثنا عن الوقت المناسب لتجاوز التفاصيل وإيجاد حل دائم ونهائي ومستدام لهذه المشكلة، وركزنا على ضرورة الخطوات التي سنتخذها معاً في هذا الصدد”.
وأردف: “لا يعني ذلك وجود بعض الاختلافات في الرأي من وقت لآخر حول القضايا الإقليمية، حيث يوجد العديد من الجهات الفاعلة في الميدان والتي لها جوانب معقدة، لكن في هذا الاجتماع الثنائي، رأينا أن هناك وحدة حول جميع القضايا تقريباً، بالطبع، هذا هو الجزء الذي يبعث السرور في هذا الوضع”.
وحول الاتفاقيات في إدلب، قال: “بصفتنا تركيا، نظل ملتزمين بكل قضية اتفقنا عليها مع روسيا في سوريا، ليس هناك عودة من هنا، وواصلنا الامتثال لجميع الاتفاقات وإزالة العناصر المتطرفة في الممر الأمني، لا تنازلات على ذلك، لكننا بالطبع ننتظر التقارب ذاته من محاورينا”.
وأشار إلى حدوث بعض المشاكل بين الحين والآخر في المناطق التي توفر فيها تركيا الأمن في إدلب، وأن الوحدات المعنية تسعى لحلها من خلال لقاء نظرائها لدى الجهات التي تحاورها.
ولفت إلى أنّه “دعا بوتين إلى زيارة تركيا خلال فترة قصيرة لعقد اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى في تركيا قبل نهاية هذا العام، وأنّ الرئيس الروسي أجاب على ذلك بشكل إيجابي”.
وتابع: “نؤكد على أهمية العمل سويا في هذه المسألة، ذكرنا أيضاً أنه في الفترة المقبلة علينا السعي لحل المشاكل عبر الدبلوماسية الهاتفية وخاصة على مستوى القادة، إلى جانب العمل المشترك من قبل وزراء الخارجية والدفاع وأجهزة المخابرات، كما أعربنا عن موافقتنا بهذا الصدد”.
ولفت أردوغان إلى أن استمرار وقف إطلاق النار بشكل سليم في المنطقة، سيزيد بسرعة من العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى موطنهم خاصة من تركيا.
وأردف: “أكثر من مليون شخص عادوا إلى ديارهم، منهم 400 ألف عادوا إلى إدلب، هذا تطور إيجابي، ونعمل باستمرار من أجل العودة الآمنة للسوريين الذين نستضيفهم في بلدنا وزيادة هذا العدد (العائدين)”.
وبخصوص مكافحة تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي، قال أردوغان: “ذكّرت بوتين بوجود مكتب للتنظيم في موسكو، وقلنا إنّه ينبغي للبلدين تعزيز تضامنهما في مكافحة الإرهاب”. مشدداً على وجوب تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا بشأن إنهاء وجود تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي في سوريا.
وأردف الرئيس التركي: “وبالمثل، تم استضافة هذه المنظمة في البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية، الاهتمام بهذه الأشياء مرتفع للأسف، هناك رجل أمريكي معين اسمه ماكغورك، هذا الرجل مسؤول عن تنظيم وإدارة المنظمات الإرهابية”.
وذكر أنّ جدول أعمال الاجتماع تركز بشكل أساسي أيضاً على القضايا التي من شأنها تطوير علاقات البلدين، والخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في مجال الصناعات الدفاعية والقضايا السياسية والعسكرية، والاستثمارات.
وتابع: “طرح السيد بوتين بشكل واضح وصريح الاستثمارات التي يمكننا القيام بها في هذه الأمور، فعلى سبيل المثال، ناقشنا موضوع (بناء) محطتي الطاقة النووية الثانية والثالثة إلى جانب آق قويو، والخطوات التي يمكن اتخاذها في الصناعات الدفاعية”.
وفي ختام اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمر ثلاث ساعات في سوتشي، قال الرئيس التركي: إنّ “السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات بين تركيا وروسيا، والخطوات التي يتخذها البلدان معًا بشأن سوريا لها أهمية كبيرة”.
ويأتي لقاء الرئيسين التركي والروسي على وقع تصعيد عسكري للقوات الروسية وجيش النظام السوري على مناطق متفرقة في شمال إدلب وسهل الغاب ما يهدد اتفاق التهدئة المبرم بين أنقرة وموسكو، في 5 آذار/مارس 2020.
Sorry Comments are closed