بعد توقفه عن إصدار إحصاء الضحايا السوريين لأكثر من 7 سنين، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أول تقرير له منذ 2014 عن عدد القتلى في الحرب السورية، إن 350209 أشخاص على الأقل قتلوا في الصراع الدائر منذ عشر سنوات، مضيفا أن الحصيلة “أقل من العدد الفعلي”.
ويشمل العدد المدنيين والمقاتلين ويستند إلى منهجية دقيقة تشترط الاسم الكامل للمتوفي بالإضافة إلى تحديد تاريخ ومكان الوفاة.
وقالت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمام المجلس “على هذا الأساس جمعنا قائمة تضم 350209 من أشخاص تم التعرف على هويتهم قتلوا في الصراع في سوريا بين مارس/ آذار 2011 ومارس/ آذار 2021”. وأضافت أن واحدا من كل 13 ضحية كان امرأة أو طفلا. حيث بلغ عدد القتلى من الأطفال 27126 طفلا ومن النساء 27727 امرأة.
وأوضحت باشليت أن الأسماء وتواريخ الوفاة وأماكن وفاة هؤلاء الضحايا كلها معروفة للمحققين، وكان توفر هذه البيانات شرطًا أساسيًا لـتضمين القتلى في الإحصائيات المحزنة، كما قالت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، مضيفة “ولأنّ أسماء وتواريخ وأماكن موت الكثيرين من الضحايا غير معروفة، فإن العدد الفعلي للقتل هو أعلى بكثير إضافة إلى أن هناك الكثيرون من الناس في سوريا في عداد المفقودين”.
ومضت تقول إن الإحصاء “يشير إلى عدد يمثل الحد الأدنى الذي تم التحقق منه، ومن المؤكد أنه أقل من العدد الفعلي للقتلى”. وأضافت أن مكتبها يجهز نموذجا إحصائيا لتقديم صورة أكثر اكتمالا يمكن أن تساعد أيضا في تحديد المسؤولية عن بعض حوادث القتل. وتم تسجيل العدد الأكبر من القتلى وهو 51731 قتيلا في محافظة حلب التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة طويلا والتي كانت بؤرة للصراع.
وتسببت الحرب، التي بدأت في صورة انتفاضة ضد حكم بشار الأسد، في أكبر أزمة لاجئين في العالم. وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.6 مليون لاجئ سوري بينما تستضيف الدول الأوروبية أكثر من مليون لاجئ سوري. واستعاد الأسد معظم الأراضي السورية، لكن هناك مناطق واسعة ما زالت خارج سيطرته. فهناك قوات تركية منتشرة في مناطق واسعة من شمال وشمال غرب سوريا تمثل المعقل الأخير للجماعات المسلحة المناوئة للأسد، كما تتمركز قوات أمريكية في شرق وشمال شرق سوريا الخاضع للأكراد.
وقالت باشيليت إن الإحصاء السابق الذي أصدره مكتبها في أغسطس آب عام 2014 تضمن أن 191369 قُتلوا في الحرب. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نصف مليون شخص قُتلوا في الحرب، وإنه يفحص مئتي ألف حالة أخرى. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له لرويترز في بيروت إن من الصعب إعطاء إحصاء قريب من الواقع. وأضاف أن هناك الكثير من الأسماء وأنه يتعين أن يكون هناك توثيق من أجل التأكد منها.
وأمس الخميس، قالت كارين كونينج أبو زيد عضو لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا، والتي تحقق في جرائم الحرب، أمام مجلس حقوق الإنسان إن عمليات الاعتقال غير القانونية وغير المعلنة التي تقوم بها قوات النظام السوري “لا تزال على أشدها”. وأضافت “لا يمكن لأحد الاعتقاد بأن سوريا الآن دولة تصلح لعودة لاجئيها. الحرب على المدنيين السوريين مستمرة”.
Sorry Comments are closed