البطريريك الراعي في لبنان يدعو لإعادة اللاجئين السوريين قسراً

فريق التحرير18 سبتمبر 2021آخر تحديث :
البطريرك الماروني بشارة الراعي مع بابا الفاتيكان – Vatican News

أطلق بطريرك الموارنة في لبنان، سيلاً من أشد التصريحات عدائية وعنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، مسابقاً بها -بل ومزاوداً على جميع المواقف المشابهة التي صدرت عن سياسيين وحزبيين وإعلاميين ولبنانين، واستهدفت و-ما تزال- بسهامها السوريين منذ لجوئهم إلى “الشقيقة الصغرى” قبل عقد من الزمن.

اللافت أن البطريرك الماروني “بشارة الراعي” اختار لهذه التصريحات منبر الفاتيكان الرسمي، ونقصد به “إذاعة الفاتيكان”، ولكن المثير لشتى أنواع الدهشة أن الإذاعة “أخفت” هذه التصريحات، ونقول “أخفت” ونعنيها حرفياً، لأن الإذاعة التي تنشر أخبارها بعشرات اللغات (33 لغة)، لم تدرج هذه التصريحات على أي من نسخها (سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو حتى العربية)، بل أدرجتها في فقط في نسختها البولندية، رغم أن “الراعي” أدلى بتصريحاته هذه لإذاعة الفاتيكان على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي كبير في العاصمة المجرية “بودابست”.

وبالعودة إلى هذه التصريحات التي حرصنا على ترجمتها كما وردت في النسخة البولندية، فقد رأى “الراعي” أن على اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم، وأن يريحوا لبنان من “عبئهم”، لأن الحرب انتهت في بلادهم، رغم أنهم لا يريدون “الإقرار” بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان.

تصريحات “الراعي” التي نضحت بما يكفي من العدائية-كما سنرى- استهلها بالادعاء أن “لا عداء” من ناحيته تجاه اللاجئين السوريين، ولكن “لبنان لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء”، مشيراً إلى أن “اللبنانيين يغادرون بلادهم فيما يحل محلهم اللاجئون”.

ودعا “الراعي” إلى إعادة السوريين بشكل إلزامي، إذ لا مكان لإعادتهم طوعياً إلى سوريا، لأنهم لا يريدون مغادرة لبنان، وهم لا يريدون الاعتراف بأن الحرب في سوريا قد انتهت. علاوة على ذلك، فهم يعيشون أفضل من اللبنانيين أنفسهم، الذين ما زالوا يزدادون فقراً.. لديهم وظائف، ويقومون -أي السوريين- بأعمال تجارية، حيث لا يتعيّن على اللاجئين دفع الضرائب، وفي نفس الوقت يتلقون المساعدة من المنظمات الدولية كل شهر، وفق ما نقل “فاتيكان نيوز” عن البطريرك الماروني.

وأضاف: “دعوا هذه المنظمات تساعدهم -اللاجئين- في سوريا”، مستذكراً بأن بابا الفاتيكان نفسه غيّر رأيه بشأن اللاجئين في لبنان، بعد تدخل “الراعي” وشروحاته! (خبر تصريحات الراعي نشره موقع الفاتيكان مع صورة تجمع بابا الكنيسة والبطريرك الراعي وهما يتصافحان مبتسمين).

وفصّل رأس الكنيسة المارونية، كيف عدل “البابا” عن رؤيته، حيث كان قبلها يدعو الجميع إلى دمج اللاجئين أينما كانوا، ولكن في الحالة اللبنانية كانت هذه الدعوة ضد مصالح لبنان.

وتابع “الراعي”:  “كتبت إليه حول هذا الموضوع: أيها الأب الأقدس، هذه الكلمات تلحق بنا ضرراً كبيراً، لأن لدينا مسبقاً لاجئين في لبنان، وبلدنا الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين لا يستطيع تحمل عبء مليوني مهاجر”.

وأردف: “ثانياً: لبنان بلد يقوم نظامه السياسي على التركيبة السكانية، ومن هنا جاءت المساواة بين المسيحيين والمسلمين. وكل هؤلاء المليوني لاجئ هم من المسلمين السنة. يمكن التلاعب بهم سياسياً مثلما تم التلاعب باللاجئين الفلسطينيين في عام 1975، ما أدى إلى حرب أهلية بين المسيحيين والمسلمين. لا نريد العودة إلى الحرب الأهلية بسبب اللاجئين. نحن نعيش في الشرق الأوسط، حيث يأتي الدين أولاً، حيث أنت مواطن لأنك مسلم. (…) لبنان يفقد ملامح وجهه. لم تعد دولة التعددية والانفتاح والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين… هكذا كتبت للبابا فغيّر رأيه”.

ولم يكتف “الراعي” بهذه اللغة المشحونة بقدر كبير من الافتراءات، والمشوهة لصورة اللاجئين السوريين، بوصفهم في عرف البطريرك الماروني فتيل حرب أهلية وشرارة شرور، وليسوا ضحايا حرب نظام مجرم.. بل ذهب رأس الكنيسة المارونية إلى القول إلى ضرورة مواجهة أولئك الذي يسعون لتحقيق أهدافهم بحجة نشر الديمقراطية، فيتسببون في الحروب وترحيل الناس من بلادهم. وهذا ما حدث في سوريا والعراق، اللتين كانتا على مستوى عال من التطور الاجتماعي والاقتصادي، واليوم تعرضتا للسقوط، تراجعتا 50 عاماً، حسب تعبير “الراعي”.

وختم “الراعي” سلسلة تصريحاته حول اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن “كرامتهم” تكون على أرضهم، ولذا يجب إعادتهم إلى ثقافتهم وتاريخهم هناك.

المصدر زمان الوصل
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل