كشفت المديرية العامة لإدارة الهجرة في تركيا، أنّ أكثر من ثلث الأطفال السوريين اللاجئين في البلاد بعيدون عن المدرسة ولا يذهبون إلى أي مؤسسة تعليمية.
وأحصت المديرية في بيان مؤخراً، وجود مليون و247 ألف طفل سوري في سن التعليم بتركيا، منهم 800 ألف من الأطفال الخاضعين للحماية المؤقتة يذهبون إلى المدرسة، في حين أن ما يقرب من 450 ألفا من هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى أي مؤسسة تعليمية.
يأتي هذا في الوقت الذي ينتظر أكثر من 12 ألف معلم سوري بتركيا مصيرهم، بعد إنهاء عقد التوظيف العام الماضي، وأنباء عن عودة 3000 معلم سوري فقط، موزعين 2500 داخل ملاك التربية التركية في المدارس و500 معلم ضمن الهلال الأحمر، جميعهم من خريجي الجامعات وحملة شهادة B1 في اللغة التركية على الأقل.
في المقابل، أعلن وزير التربية التركي، محمود أوزير أن 771 ألفًا و458 طالباً تحت الحماية المؤقتة في البلاد يتلقون التعليم على قدم المساواة مع الأطفال الأتراك، موضحاً أنه يتم تنفيذ تعاون دولي من أجل دعم الخدمات التعليمية للطلاب اللاجئين منها مشروع دعم “دمج الأطفال السوريين” في نظام التعليم التركي في 26 ولاية أهمها: إسطنبول وأنقرة وغازي عنتاب وشانلي أورفا.
وأشار الوزير التركي خلال تصريحات صحافية، إلى أنه تم توظيف 3178 معلماً تركياً و18مدرساً للغة العربية و317 مستشاراً توجيهياً ضمن نطاق المشروع للطلاب السوريين لحضور فصولهم الدراسية، بالإضافة إلى وجود 1441 عامل نظافة و385 حارس أمن غير مسلح في المدارس التي يتركز فيها الأطفال السوريون.
وحول العملية التعليمية في منطقة درع الفرات، أوضح وزير التربية التركي، أنه تم إنشاء عدة مراكز للتعليم العام يتم فيها تقديم دورات في اللغة التركية والخياطة والتطريز وتصفيف الشعر ومحو الأمية وإصلاح الهاتف والكهرباء وأجهزة الكمبيوتر.
وتقول المعلمة السورية إسراء عبد الجواد لـ”العربي الجديد”، إن تسرّب الأطفال من المدرسة، من أخطر التحديات التي تواجه السوريين، سواء بتركيا أو ببلدان اللجوء، لأن ذلك سيجني على جيل بأكمله، كاشفة أنها عملت، بتكليف من التربية التركية، ضمن فريق منذ ثلاثة أعوام، على إقناع أهل التلاميذ بعودة الأطفال للمدارس، وتقديم محفزات عبارة عن راتب شهري للتلميذ بنحو 40 ليرة تركية، وكنا نلوّح للأسر بتوقيف “بطاقة الهلال الأحمر” (مساعدة أممية للأسر السورية بنحو 120 ليرة للشخص)، إن لم يعيدوا الأطفال للمدارس.
وحول قرار عودة المعلمين السوريين للمدارس، تؤكد عبد الجواد أن القرار صدر بتعيين 2500 معلم ونحو 500 احتياطي من حملة الإجازات الجامعية وشهادة تعلم اللغة التركية، ولكن لم يتم تبليغ المعلمين المقبولين للالتحاق بالمدارس حتى اليوم.
وكانت مديرية التعليم مدى الحياة بأنقرة، قد طلبت العام الدراسي الماضي من مديريات التربية بالولايات، تزويدها بمعلومات عن التحصيل العلمي وشهادة إجادة اللغة التركية للمعلمين السوريين المتعاقدين مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”. بهدف “إعادة توزيع المعلمين على حسب الحاجة وفصل الفائضين”.
وإلى اليوم، ورغم بدء العام الدراسي بتركيا منذ أسبوعين، لم يبلغ المعلمون السوريون بتركيا، بأي قرار رسمي، رغم أن رواتبهم الشهرية توقفت بعد أن حصلوا على تعويض لمدة شهرين نهاية العام الماضي، بحسب ما أكد معلمون لـ”العربي الجديد”.
عذراً التعليقات مغلقة