بوتين يعزل نفسه بعد لقائه بشار الأسد.. زيارة سرية لموسكو ما مضمونها؟

فريق التحرير14 سبتمبر 2021آخر تحديث :
فلاديمير بوتين وبشار الأسد خلال قمة موسكو 14 9 2021

حرية برس – سوريا:

أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى نظيره السوري بشار الأسد، أمس الاثنين، في العاصمة موسكو في زيارة غير معلنة، وذلك قبل إعلانه الدخول في العزل الذاتي.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن “بوتين اتخذ قرار الالتزام بنظام العزل الذاتي بعد إصابة عدد من المحيطين به بفيروس كورونا”، مشيراً إلى أن بوتين أجرى فحصاً للتأكد من عدم إصابته بالفيروس وأنه بصحة جيدة تماماً.

وأكد بيسكوف، أن “الأسد” عاد إلى سوريا وهو موجود في دمشق، مشيراً إلى أن سبب عدم الإعلان عن زيارة الأسد لموسكو تعود لاعتبارات أمنية، وتم تقديم المعلومات لوسائل الإعلام بعد عودته إلى الوطن.

من جهتها، وكالة أنباء النظام “سانا” قالت: إن “القمة التي عقدت في موسكو بين بوتين والأسد استهلت باجتماع ثنائي مطول بين الرئيسين انضم إليه لاحقاً وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وبحثوا التعاون المشترك بين جيشي البلدين في عملية مكافحة الإرهاب واستكمال تحرير الأراضي التي ما زالت تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية في سوريا”.

وأضافت: “كما تم التباحث بشأن الخطوات المتخذة على المسار السياسي حيث أكد الجانبان أهمية استكمال العمل في هذا المسار من أجل التوصل إلى توافقات بين السوريين ودون أي تدخل خارجي وتطرقت المباحثات أيضاً إلى مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”.

شكر متبادل

في مستهل القمة الثنائية قال الأسد: “أنا سعيد أن نلتقي اليوم في موسكو وقد مضى على العملية المشتركة لمكافحة الإرهاب الآن نحو ست سنوات حقق خلالها الجيشان العربي السوري والروسي إنجازات كبيرة ليس فقط من خلال تحرير الأراضي أو من خلال إعادة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وإنما أيضاً من خلال حماية مواطنين أبرياء كثر في هذا العالم لأن الإرهاب لا يعرف حدوداً سياسية ولا يقف عند الحدود السياسية”.

وأضاف: “أشكر روسيا على المساعدات الإنسانية التي قدمت للشعب السوري، سواء فيما يتعلق بجائحة كورونا أو بتأمين كل المستلزمات الأساسية التي يتطلبها المواطن السوري في حياته اليومية.. وأريد أن أتوجه بالشكر لكم وللمؤسسة السياسية الروسية وخاصة وزارة الخارجية للجهود التي قاموا بها في المحافل الدولية للدفاع عن القانون الدولي والذي ينص في بدايته على سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مستقبلها ومصيرها والتي تمكنت بفاعلية وبقوة من منع استثمار عملية مكافحة الإرهاب في العالم لأهداف سياسية تخدم أجندات بعض الدول”.

من جانبه قال “بوتين”: “سعيد جداً أن أرحب بكم في موسكو مجدداً وأهنئكم بالنتيجة الجيدة جداً للانتخابات الرئاسية.. إن هذه النتائج تدل على أن الناس يثقون بكم بالرغم من جميع صعوبات ومآسي السنوات السابقة وهم يربطون بكم عملية إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية”.

وأضاف: “أعلم أنكم تعملون الكثير من أجل ذلك بما في ذلك إجراء حوار مع المعارضة وآمل باستمرار هذه العملية لافتاً إلى أن تضافر جميع القوى في سوريا يتيح للبلاد النهوض مجدداً والشروع بتطور مندفع والتقدم نحو الأمام”.

وتابع “بوتين”: “لقد تم صنع الكثير جداً من أجل ذلك وتحرر بجهودنا المشتركة معظم الأراضي السورية بعد تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة جداً وباتت الحكومة السورية تسيطر على 90 بالمئة من الأراضي”.

واعتبر “بوتين” أن القضية الرئيسية تنحصر في “أن قوات مسلحة أجنبية توجد على الأراضي السورية دون موافقة الأمم المتحدة ودون إذن منكم وهذا يتناقض بوضوح مع القانون الدولي ولا يسمح لكم ببذل أقصى الجهود للسير على طريق إعادة إعمار البلاد بالوتائر التي كانت ممكنة في حال سيطرة الحكومة الشرعية على جميع الأراضي”.

وزعم “بوتين” أنه “رغم ذلك يعود اللاجئون إلى المناطق المحررة (النظام) بصورة نشطة، ورأيت عندما كنت في ضيافتكم بدعوة منكم كيف يقوم الناس بفعالية بإعادة إعمار منازلهم ويعملون بنشاط كي يعودوا إلى الحياة الطبيعية بالمعنى الكامل لهذه الكلمة.. وإن جهودنا المشتركة تعود بنتيجة أيضاً”.

وأشار “بوتين” إلى تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية حيث ازداد حجم التبادل التجاري خلال النصف الأول من السنة ثلاث مرات ونصف المرة، قائلاً: “نحن نعمل معاً على حل القضية الرئيسية التي تواجهها البشرية بأسرها حالياً وأقصد بذلك مكافحة جائحة كورونا حيث وصلت إلى سوريا الإرساليات الأولى من لقاحي (سبوتنيك في) و(سبوتنيك لايت)… وآمل في أن تتم بالجهود المشتركة مساعدة الشعب السوري للنهوض عبر المساعدة في إحياء الاقتصاد والوضع الاجتماعي ومجال الصحة بالدرجة الأولى”.

مضمون الزيارة

قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية: إن الجلسة المغلقة التي عقدها الرئيسان الأسد وبوتين في موسكو استمرت لـ 90 دقيقة، قبل أن ينضم بعدها كل من وزير الخارجية السوري ووزير الدفاع الروسي إليهما لمدة 45 دقيقة إضافية.

وأشارت إلى أن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، كانت حاضرة في الاجتماع، إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي شكل أحد عناوين الاجتماع، بالإضافة إلى قضية إصلاح وتأهيل محطات الكهرباء كجزء أساسي من الدعم الروسي للشعب السوري، وتطرقت القمة لمسار آستانا ولجنة مناقشة الدستور.

وتناولت الجلسة مختلف المسائل التي تخص الشأن السوري، وأهمها “الوضع الميداني بعد استعادة أجزاء مهمة من مدينة درعا مؤخراً، إلى جانب استكمال بقية أجزائها لاحقاً، والتطلع نحو تحرير مدينة إدلب، مشيرة إلى أن توقيت زيارة الأسد يأتي بعد تحرير منطقة درعا البلد، ويبدو أنها تأتي في سياق استكمال تحرير باقي مناطق درعا”. حسب الوكالة الروسية.

ولفتت إلى أن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى جلسة المباحثات المُغلقة، تؤكد أن القيادة الروسية متمسكة، إلى جانب دمشق، بقضية “استكمال تحرير الأراضي”، مشيرة إلى أن القيادة الروسية تعتبرها قضية لا يمكن التراجع عنها”. في إشارة إلى نيتهم باستمرار التصعيد العسكري في منطقة إدلب.

يذكر أن بشار الأسد زار روسيا أربع مرات منذ 2011، الأولى أواخر عام 2015 جلب خلالها الاحتلال الروسي إلى سوريا وذهب لموسكو ليُشرعن الاحتلال، والثانية أواخر عام 2017 جاءت بعد توسّع مناطق نفوذ جيش الأسد وسيطرته على حلب ومناطق شاسعة شرقي سوريا، وكانت زيارة إعلامية لترسيخ أن روسيا موجودة بسوريا بشكل شرعي.

أما الثالثة فكانت منتصف العام 2018 وجاءت الزيارة بعد التقدم الكبير لجيش الأسد بفضل الطائرات الروسية، والزيارة كانت مخصصة لقيام بشار بدفع الفاتورة للروس، بعد الزيارة بفترة وجيزة سيطرت روسيا على مرفأ طرطوس ومنجم الفوسفات وحقول للغاز، فيما أعلن عن الزيارة الرابعة اليوم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل