دور إيران في إعادة هندسة المجتمع السوري.. دراسة جديدة لمركز حرمون

فريق التحرير3 أغسطس 2021آخر تحديث :

صدر عن مركز حرمون للدراسات المعاصرة، دراسة جديدة بعنوان: الدور الإيراني في إعادة هندسة المجتمع السوري، تناول فيها الباحث عمر إدلبي وفريق بحث مساعد، أسباب التدخل الإيراني في سوريا وأدواته وسماته، ونتائج سياسة العبث في بنية نسيج المجتمع السوري خلال سنوات الثورة السورية.

وتوضح الدراسة كيفية تغير العلاقة بين الدولة السورية والدولة الإيرانية، على نحو دراماتيكي، ابتداءً من آذار/ مارس 2011، تاريخ انطلاق الثورة السورية، من علاقة حلفاء، لتصبح علاقة تبعية وهيمنة، يمارس فيه نظام الملالي في طهران أشكال السلطة كلها، العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية، على المؤسسات السورية التي غدت مخترقة في العمق بصورة غير مباشرة، من جانب وكلاء النظام الإيراني وعملائه، وبصورة مباشرة أيضًا من خلال قادة كبار عسكريين وسياسيين ورجال أعمال.

وتشير الدراسة إلى أن النفوذ الإيراني الواسع في سورية لم يكن ناتجًا عن هيمنة عسكرية الطابع فحسب، فالتغلغل الإيراني في مفاصل الدولة السورية جميعها كان متعدد الأوجه، ومتنوع التأثير، وذا طابع مهيمن يعتمد على التخطيط واستدامة الأثر والتأثير، وهو ما يجب الانتباه إليه والتعامل معه على أنه نفوذ عميق، من المرجح أن يستمر، حتى لو سقط نظام الأسد وجرى بناء نظام حكم جديد، ليشكل التدخّل الإيراني أبرز فاعل في المشهد السوري، وأشدّ أدوار التدخلات الدولية في سورية أثرًا، وقد ترك ذلك آثارًا عميقة في البنية المجتمعية فيها، وكان له الدور الأبرز في تأجيج الصراع في سورية، وساهم إلى حد كبير في تمزيق المجتمع السوري، وفي خلق بؤر توتر وتفجير مستقبلية، عبر دعم كيانات طائفية على حساب أخرى، واللعب في التوازن الاجتماعي.

وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج، والتوصيات أكدت أنه من غير المرجح أن تتراجع طهران عن سياساتها في سورية، القائمة على التغلغل والنفوذ إلى مؤسسات الدولة والمجتمع السوري، يدفعها إلى ذلك جملة مصالح سياسية واقتصادية ودينية وإستراتيجيةواستراتيجية تترابط مع مصالحها في الإقليم (لبنان والعراق)، ما لم يحصل تغير حاسم في ميزان القوى داخليا وإقليميا ودولياداخليًا وإقليميًا ودوليًا، يدفعها للتنازلإلى التنازل عن نفوذها والانسحاب من سورية، أو تحجيم هذا النفوذ، وهو ما يقتضي البحث عن معادلات جديدة في إدارة الصراع مع المشروع الإيراني في المنطقة.

وِأبرزت الدراسة أن غياب الدور العربي والدولي الفاعل في القضية السورية وفر فرصة لإيران للاستفراد بالدولة والمجتمع السوري، في ظل تراجع أي دور عربي جدي في منع استغلال طهران للشيعة العرب في لبنان والعراق في حربها ضد الشعب السوري لضمان بقاء نظام الأسد في الحكم، وهو ماالأمر الذي يستوجب إعادة البحث في استنهاض دور عربي يمنع إيران من اختطاف أبناء الطائفة الشيعية في الدول العربية وتجنيدهم ضد مصالح شعوبهم ودولهم.

وأكدت الدراسة أن التخلص من النفوذ والتغلغل الإيراني ولجم طموح الهيمنة على الدولة والمجتمع في سورية والتدخل بصياغةفي صياغة مستقبلها، لن يكون ناجحًا ومستدامًا إلا بقيام نظام حكم ديمقراطي يكرس سلطة الشعب ويضمن سيادة واستقلال الدولة، ويعمل على تفكيك تركة النظام الشمولي الاستبدادي الثقيلة في سورية، وإلغاء الامتيازات غير المشروعة التي منحها لحلفائه الإيرانيين والروس في شتى المجالات، وتعميق نهج المواطنة المتساوية، بما يسحب ذرائع الإيرانيين وغيرهم لفرض وصايتهم وحمايتهم ودعمهم لفئة من الشعب السوري.

لقراءة الدراسة كاملة وتحميل الملف: https://www.harmoon.org/wp-content/uploads/2021/07/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A.pdf

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل