حرية برس – درعا:
توصلت اللجان المركزية في مدينة درعا جنوبي سوريا، عصر اليوم الأحد، إلى اتفاق تهدئة جديد بعد اجتماعها مع الضابط الروسي “أسد الله” في درعا المحطة، فيما تم تسليم الأسرى لنظام الأسد بعد ثلاثة أيام من وقوعهم بيد ثوار المنطقة.
وأفاد “تجمع أحرار حوران” نقلاً عن مصدر في اللجنة المركزية بدرعا البلد بأن الضابط الروسي، سيرفع مطالب اللجان لقيادة الاحتلال الروسي في العاصمة دمشق اليوم.
في وقت أعلنت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام عن “عودة جميع الجنود الذي خطفوا إلى مقراتهم سالمين”، وذكرت أنَّ “هؤلاء الجنود الذين جرى اختطافهم تعرضوا لعملية غدر ولأهداف إعلامية بحته باتت مكشوفة للجميع”.
وأكد ناشطون من درعا أن أسرى عناصر النظام بقي قسم منهم في الريف الغربي، مؤكداً تسليم جميع الأسرى الذين تجاوز عددهم الـ 200 أسير باستثناء مجموعة عناصر انشقت خلال عمليات الثوار في المنطقة يوم الخميس الفائت، لافتين إلى أنَّ الهدف من أسرهم كان “رسالة لقلب الموازين”.
وقبيل الاتفاق، جددت ميليشيات الأسد المتمركزة في حاجز حميدة الطاهر بحي السحاري في درعا المحطة استهداف أحياء درعا البلد بقذائف الهاون، وذلك لليوم السادس على التوالي ما أوقع ضحايا وتسبب بنزوح نحو 10 آلاف عائلة.
من جهته، مركز جسور للدراسات، أصدر اليوم الأحد، خريطة توضح الواقع الميداني الحالي، فالواقع السياسي المعقد الذي يسود المشهد العام في محافظة درعا، والناتج عن تضارب مصالح الفاعلين الدوليين، أفرز خريطة سيطرة متداخلة وغير مستقرة وقابلة للتبدل المستمر.
وقال المركز: إن خريطة درعا شهدت مؤخراً تغيّرات، تمثلت بسيطرة مقاتلي المعارضة السورية على أكثر من 25 موقعاً كانوا تحت سيطرة نظام الأسد، بعد اندلاع مواجهات عسكرية إثر رفض المقاتلين في درعا مطلباً روسياً بتسليم الأسلحة الفردية.
في حين، أخلت المخابرات الجوية، الأحد، عناصرها من موقعها عند مبنى الحزب في مدينة داعل، وحاجزين في بلدة قرفا بريف درعا الأوسط، وحاجزها المتمركز على طريق “السهوة – بصرى الشام” شرق درعا ضمن سلسلة انسحابات وإعادة تموضع تنتهجها قوات الأسد في مناطق مختلفة بمحافظة درعا.
وعلى الرغم من اتفاق التهدئة الأخير وسلسلة انسحابات للعديد من الحواجز العسكرية وإعادة تموضعها وانتشارها في مختلف أنحاء المحافظة، أغلقت ميليشيات الأسد بالسواتر الترابية جميع الطرقات الفرعية والزراعية في مدينة جاسم شمال درعا، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية قوامها نحو 200 عسكري مع عتاد خفيف ومتوسط إلى تل “المحص” غرب درعا.
الجدير بالذكر أن أحياء درعا البلد المحاصرة منذ 24 حزيران/يونيو الماضي، تشهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث ارتكب نظام الأسد مجزرة بحق عائلة في بلدة اليادودة غرب درعا، إضافة إلى وقوع ضحايا في أحياء درعا البلد ومدن في الريف، وذلك نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي تزامن مع عمليات لثوار المنطقة تهدف إلى ردع النظام عن قصفه ومحاولته اقتحام درعا البلد لليوم الرابع على التوالي.
Sorry Comments are closed