حرية برس – حلب:
أطلق أهالي وناشطو مدينة الباب شرق محافظة حلب شمالي سوريا، اليوم الخميس، حملة إعلامية تحت شعار “الباب عطشى” لتسليط الضوء على المعاناة في تأمين مياه الشرب للسكان، وإيجاد حلول للمشكلة قبل جفاف الآبار.
ويشكو الأهالي حالياً من عدم تأمين المياه من قبل الصهاريج وارتفاع كبير جداً بأسعارها حيث وصل سعر المتر المكعب بين 35 و40 ليرة تركية حسب نوعية المياه، بعد أن كانت كلفة العشرة براميل 2000 لتر تقريباً قبل الأزمة 12 ليرة تركية، وازدادت بشكل مستمر حتى استقرت قبل أسبوعين بحوالي 18 ليرة تركية.
وناشد أهالي وناشطو الباب الجهات المسؤولة سواءً المحلية أو الدولية وخاصة تركيا باعتبارها المسؤول المباشر عن المنطقة بحل هذه المشكلة بالسرعة القصوى قبل حصول كارثة إنسانية كبيرة.
وطالبوا الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤوليتاها وخاصة الإنسانية والأخلاقية لإجبار النظام على إعادة ضخ المياه إلى مدينة الباب التي يقطن بها معظم مهجري سوريا أو تأمين بديل مناسب وبالسرعة القصوى.
وكتب الناشط المدني أسامة محمود النعوس، على صفحته في فيسبوك: إن مدينة الباب تعاني منذ أكثر من أربع سنوات من نقص حاد بالمياه وذلك بسبب قطع نظام الأسد للمياه عن طريق عين البيضة التي كانت تتغذى منها مدينة الباب سواءً للشرب أو للري.
وأشار إلى أن أهالي المدينة يشربون مياه الآبار التي تكون غالباً غير صالحة للشرب مما يسبب أمراض كثيرة وخاصةً للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأضاف “النعوس” أن المجلس المحلي قام سابقاً بمشروع بناء خزانين للمياه داخل المدينة يتم تعبئتهم بالمياه عن طريق الصهاريج وبيعها للصهاريج داخل المدينة بأسعار أقل من القطاع الخاص، ولكن للأسف لم يتحسن وضع المياه.
وأردف، بل ازداد سوءاً بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية مما أدى إلى جفاف الكثير من الآبار وارتفاع ثمن المياه بسبب زيادة التكلفة في النقل حيث تضطر الصهاريج إلى الذهاب عشرات الكيلو مترات للحصول على المياه.
وذكر أن منظمة “إحسان” قامت بمشروع لجر المياه من آبار البلدية الموجودة في بلدة سوسيان إلى خزان المياه الذي يغذي مدينة الباب، وهذا المشروع كان مصيره الفشل المحتم لعدة أسباب:
– عدم إمكانية تلبية حاجة المدينة من المياه إذا توفرت بأقصى كمية ممكنة لأن مدينة الباب ليست قرية صغيرة حيث أنه يبلغ تعداد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة ومدينة بهذا الحجم لا يمكن أن تؤمن لها المياه إلا من مصدر دائم وهم نهر الفرات.
-التكلفة الكبيرة لجر المياه حيث أنها تعتمد على المضخات التي تحتاج إلى مادة الديزل للعمل وهذا يكلف مبالغ مادية كبيرة جداً تصل إلى ١٠٠ ألف دولار شهرياً.
– جفاف الآبار بأي لحظة وهذا ما حدث فعلاً.
وخلال هذه الفترة تم عقد الكثير من اللقاءات مع الوالي التركي، شانول أسمر، وعرض واقع المدينة عليه والحاجة الماسة للمياه وأنها مشكلة كبيرة، ولكن كان أحد ردوده أن مدينة إعزاز تعتمد على مياه الآبار منذ سنوات، والوضع مقبول، دون إعطائه لأي أهمية لأكثر من ٣٠٠ ألف نسمة يقطنون المدينة، وكذلك فإن المجلس المحلي كان يوافقه تماماً في مواقفه حيث أكد أن مشروع منظمة إحسان سيحل مشكلة المياه.
ومؤخراً كان موسم الشتاء سيء جداً فالأمطار كانت قليلة جداً ما أدى إلى جفاف الكثير من الآبار حول المدينة، وانخفاض منسوب البقية بشكل كبير حيث أنها لم تعد تلبي نصف ما كان سابقاً، ومن خلال الاستفسار من رئيس البلدية السيد مصطفى عثمان، عن مشكلة المياه وما هي الحلول المعمول بها حالياً لتجاوز هذه الأزمة الخطيرة أكد على ما يلي:
-الآبار التي كانت تضخ إلى خزان الجبل جف منها أربعة آبار وبقي ثمانية تعمل بنصف طاقتها السابقة
-تم حفر آبار بالراعي بعد جفاف آبار سوسيان ولكن للأسف لم تكن ناجحة وجاري الآن العمل على حفر غيرها
-المشروع هذا هو مشروع طوارئ ولا يؤمن إلا عشرة بالمية من حاجة المدينة
-مشكلة الاستهلاك غير النظامي للمياه
-خزان الجبل يجب أن يكون مليء حتى يكون ضح المياه بضغط يؤمن الوصول للجميع وهذا لا يتم بسبب نقص المياه
وخلال سؤاله عن الحلول التي يقوم بها المجلس والبلدية، أكد أنهم لا يدخرون جهداً بأي عمل لتأمين المياه للمدينة وهناك حل جذري لموضوع المياه حيث قاموا بدراسة لجر المياه من جرابلس أو بحيرة الغندورة شرق حلب.
وعن تكلفة ضخ المياه لخزان الجبل أجاب، بأن الخزان يحتاج إلى ٤٠ ساعة ضخ لكامل المضخات كي يمتلئ والتي تكلف 6396 ليتر من المازوت وهذه تكلفة كبيرة جداً طبعاً إذا توفرت المياه وهي غير كافية وفي حال ذلك فهي لا تؤمن إلا احتياج جزئي فقط للمدينة.
من خلال هذا الواقع يتبيّن أن مدينة الباب تعيش حالة نقص حاد بالمياه وقد فشلت كل المحاولات لتأمين المياه وهذا ما يهدد بكارثة إنسانية بدأت ملامحها بالظهور بشكل واضح.
يذكر أنَّ مدينة الباب تعاني من مشكلة المياه منذ سيطرة الجيش الوطني السوري عليها في 23 /2 / 2017، وفي نهاية آب/أغسطس الماضي أطلق النشطاء حملة باسم “الباب أيضاً عطشى”، بالتزامن مع قضية محطة علوك في مدينة الحسكة، إذ تحتاج الباب وريفها إلى ما يزيد عن 25 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب التي لا يمكن تأمينها إلا عن طريق نهر الفرات، بحسب خبراء مختصين.
عذراً التعليقات مغلقة