حرية برس:
كشف الرئيس الأميركي جو بايدن، أنَّ اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة السويسرية جنيف شهد مناقشة الملف السوري وملف إيران النووي، موضحاً أنَّه تحدث مع بوتين عن ضرورة “فتح ممر إنساني في سوريا”.
وأكد “بايدن” في مؤتمر صحفي مساء اليوم الأربعاء، أنَّه من الضروري التأكد من أنَّ إيران “لن تحصل على سلاح نووي”، وأوضح أنَّ بوتين “عرض المساعدة في ملفي إيران وأفغانستان”. بحسب قناة “الحرة”.
وأوضح “بايدن” أنَّ سبب انتهاء القمة في وقت أقصر مما كان معداً له في برنامج اللقاء، هو أنَّ الحوار كان مباشراً على الطاولة، ولم تكن هناك حاجة إلى المزيد من الوقت، مضيفا: “تحدثنا لمدة ساعتين بالتفصيل ولم نحتج لوقت أطول”.
ووصف الرئيس الأمريكي المقارنات التي أجراها نظيره الروسي حول حقوق الإنسان إثر قمتهما الثنائية في جنيف، بـ”سخيفة”، ورأى أنَّ الأفعال التي أقدم عليها “بوتين” تُضعف وضع بلاده على الساحة العالمية.
وتابع: “كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة التي قام بها؟، هذا يُضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه كقوة عالمية كبرى”، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.
ورداً على تصريحات أدلى بها “بوتين” حول اقتحام مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني الماضي، ذكر “بايدن”، أنَّ نظيره الروسي أجرى مقارنة خاطئة بين هجوم “مجرمين” على مبنى الكابيتول وبين المظاهرات السلمية في روسيا لأناس حُرموا من حرية التعبير.
وحذر نظيره الروسي، من أنَّ واشنطن لن تتسامح مع أي تدخل في الانتخابات الأميركية، ومن “عواقب مدمرة على روسيا” في حال وفاة المعارض، أليكسي نافالني، واصفاً القمة التي جمعتهما في العاصمة السويسرية جنيف بأنَّها ” جيّدة وإيجابية”، وأوضحت “أنَّنا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية، وسنردّ في حال حصل ذلك”.
وأعرب “بايدن” عن ثقته بأنَّ “بوتين” لا يريد حرباً باردة جديدة، قائلاً: “فعلت ما جئت لفعله، وبوتين قلق من أنَّنا سنحاول الإطاحة به”، مضيفاً: أنَّه “ليست من مصلحة أحد الدخول في حرب باردة، لا أعتقد أن بوتين يريد حرباً باردة الآن”.
وأبلغه بأنَّ “المسألة ليست ملاحقة روسيا، ولكننا نتحدث عن مبادئنا في الدفاع عن الحريات الأساسية”، مضيفاً: أنَّه شدَّد خلال المحادثات على أنَّ “بعض البنى التحتية الحيوية يجب أن تكون بمنأى عن الهجمات، سواء كانت إلكترونية أو بأي وسيلة أخرى”.
من جهته، “بوتين” صرّح في مؤتمره الصحفي عقب القمة، أنَّ المحادثات مع نظيره الأمريكي “سارت بشكل جيد” في جنيف، وكانت “بناءة للغاية” مشيداً بنظيره الأميركي، واصفاً (بايدن) بأنَّه “رجل متوازن ومحترف للغاية” مقارنة بسلفه دونالد ترامب.
وقارن “بوتين” بين “بايدن” وسلفه، دونالد ترمب، واصفاً (بايدن) بأنَّه “رجل متوازن ومحترف للغاية”، وأضاف: “من الواضح أنه يتمتع بخبرة كبيرة”، مشيداً بالقيم الأخلاقية لـ”بايدن”، كما أشار إلى تغيير في النهج منذ نهاية ولاية ترمب، موضحاً أنَّ سلف “بايدن” كان “مختلفاً”.
وقال الرئيس الروسي: إنَّ سفيري واشنطن وموسكو “سيعودان إلى أماكن عملهما”، لافتاً إلى أنَّ توقيت عودتهما هو “مسألة إجرائية بحتة”، واتفقا على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأعلن أنَّه اتفق مع “بايدن” على إجراء “مشاورات حول الأمن الإلكتروني”، كما تمَّت مناقشة الاستقرار الاستراتيجي والعلاقات التجارية والأمن الإقليمي والأمن السيبراني.
وذكر الرئيس الروسي أنَّ نظيره الأمريكي “لم يدعني إلى البيت الأبيض، فلم يتم توجيه دعوة من هذا النوع”، مضيفاً أنَّه يجب تلبية الشروط من أجل هذا النوع من الاجتماعات، مشيراً إلى أنَّ روسيا “تنوي الالتزام بشكل كامل بالقوانين الدولية”.
وتابع أنَّه على واشنطن وموسكو المسؤولية الكبرى “بشأن الاستقرار الاستراتيجي في العالم”، مضيفاً: “مختلفون مع واشنطن بشأن عدد من المسائل، والولايات المتحدة أعلنت روسيا عدواً لها، وكلا البلدين يتكبد خسائر العقوبات”.
ولم يستبعد بوتين التوصل إلى “تسويات” حول تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، قائلاً: “تباحثنا في الأمر، قد تكون هناك تسويات معينة”، مبيناً أنَّ المسألة طرحها “بايدن” خلال قمتهما في جنيف، والولايات المتحدة اتخذت قراراً بدعم منظمات سياسية في روسيا.
وبيّن أنَّ العقوبات التي تفرضها أميركا على روسيا “أثرت بشكل ما”، وقال: “نفهم جيداً ما يتكلم عنه الأميركيون وماذا يعنون بالخطوط الحمراء، لكن كل مشكلة قابلة للحل إذا انخرطنا مع واشنطن في مفاوضات جادة”.
وصرح “بوتين” أنَّه ليس على واشنطن أن تقلق من عسكرة روسيّة للقطب الشمالي الاستراتيجي وحيث لا تخفي روسيا طموحاتها، بقوله: إنّ “قلق الطرف الأميركي من العسكرة لا أساس له … على العكس، أنا مقتنع بأنّه علينا التعاون”.
وفيما يتعلق بالمعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، قال بوتين إنَّه انتهك القانون حين ذهب إلى ألمانيا للعلاج إثر تعرّضه للتسمم. مضيفاً: “هذا الشخص كان يعلم أنه ينتهك القانون في روسيا”، في إشارة إلى خرق نافالني لشروط السجن مع وقف التنفيذ.
عذراً التعليقات مغلقة